المغرب يطلق مشروعاً ضخماً لتحلية مياه البحر بالرباط بقدرة إنتاجية تصل إلى 300 مليون متر مكعب سنوياً

Heure du journal - خالد وجنا

في خطوة هامة نحو تأمين الموارد المائية الضرورية للمغرب، تم التوقيع مؤخرًا على بروتوكول اتفاق لإطلاق شراكة استراتيجية تهدف إلى إنشاء محطة ضخمة لتحلية مياه البحر في الرباط. هذا الاتفاق جرى بين الحكومة المغربية، ممثلة بوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، وشركة “فيوليا للبيئة” الفرنسية، بحضور مديرتها العامة إستيل براشليانوف، في 29 أكتوبر 2024.

 

تعد هذه المحطة من أكبر المشاريع الطموحة في المغرب في مجال المياه، حيث سيتجاوز إنتاجها 822 ألف متر مكعب من الماء الصالح للشرب يوميًا، بما يعادل حوالي 300 مليون متر مكعب سنويًا. ومن المقرر أن تستند المحطة إلى تقنيات متقدمة في تحلية مياه البحر لتوفير المياه الصالحة للشرب للمواطنين، بتكلفة منافسة للمتر المكعب الواحد من المياه. وقد تم تحديد سعر 4.5 درهم للمتر المكعب، دون احتساب الرسوم، مما يشكل سعراً ملائماً يراعي احتياجات مختلف الشرائح السكانية.

 

تستمد هذه المحطة الجديدة طاقتها بشكل رئيسي من المصادر المتجددة، مما يجعلها واحدة من المشروعات التي تجمع بين الاستدامة البيئية والاقتصادية. ووفقًا للاتفاق، تتعهد الحكومة المغربية وشركة “فيوليا” بالعمل على تنفيذ المشروع بروح من الشراكة والتعاون لتحقيق أفضل النتائج الممكنة. ويتطلع الطرفان إلى تجاوز التحديات المرتبطة بتوفير مياه الشرب في المناطق الحضرية والريفية، حيث يشكل تزايد الطلب على الموارد المائية تحديًا متناميًا نتيجة للزيادة السكانية والتغيرات المناخية التي تهدد بتقليل مستويات الموارد المائية التقليدية.

 

ويأتي هذا المشروع في سياق التعاون المغربي-الفرنسي المتزايد، ويعكس التزام البلدين بتعزيز الشراكات الاقتصادية والتنموية ذات الطابع الاستراتيجي. وقد جاءت هذه الخطوة بالتزامن مع زيارة رئيس الجمهورية الفرنسية إلى المملكة المغربية، ما يعكس أهمية المشروع كأحد العناصر الأساسية في جدول التعاون المشترك.

 

تأمل الحكومة المغربية أن يسهم هذا المشروع في تحقيق الأمن المائي في المغرب على المدى الطويل، وخاصة في ظل تزايد الأزمات المائية التي تواجهها دول المنطقة. من خلال الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة والطاقات المتجددة، تهدف هذه المحطة إلى أن تكون نموذجًا مستدامًا يُحتذى به في المنطقة، مما يعزز من استدامة الموارد ويحافظ على التوازن البيئي، ويخفف من وطأة العوامل الطبيعية التي تهدد وفرة المياه في المملكة.

 

يأتي المشروع ضمن استراتيجية شاملة تسعى المملكة من خلالها إلى تعزيز مواردها المائية وتنويع مصادرها، مما يجعل من محطة تحلية المياه في الرباط مشروعاً محورياً في مستقبل الأمن المائي للبلاد، ليخدم الاحتياجات المتزايدة للمواطنين ويوفر حلاً طويل الأمد.