في صباح يوم الاثنين، فارق الحياة الفنان الكوميدي محمد المسيح، أحد أبرز رواد فن الحلقة بساحة جامع الفنا في مراكش. جاء هذا الرحيل بعد صراع طويل مع المرض، الذي أجبره على الابتعاد عن الساحة الفنية وألزمه الفراش لفترة طويلة، حيث أصبح غير قادر على تقديم عروضه المعتادة في ساحة جامع الفنا التي كانت تعتبر من أبرز الأماكن التي سطع فيها نجمه الفني.
محمد المسيح، الذي يعدّ مع شقيقه عبد الإله المسيح، أحد الرموز البارزة في فن الحلقة، ساهم طيلة مسيرته الفنية في إحياء وتطوير هذا الفن الشعبي المغربي العريق. عُرف بقدرته على تقديم عروض فكاهية وترفيهية تلامس القلوب وتجذب الجماهير، وكان لجمهور جامع الفنا دائمًا موعد خاص مع عروضه التي تنبض بالحياة والمرح، حيث كانوا يتجمعون حوله للاستمتاع باللحظات التي يضفي عليها طابعًا خاصًا لا يشبه غيره.
عرفت ساحة جامع الفنا من خلاله شخصية فريدة، جسدت روح الفكاهة الشعبية المغربية، واستطاع محمد المسيح عبر هذا الفن، بفضل قدراته الكوميدية والتلقائية، أن يحافظ على مكانته في قلوب جمهوره. كما كانت علاقته بجمهور جامع الفنا تتجاوز مجرد كونه فناناً يقدم عروضاً؛ فقد كان صديقاً ورفيقاً لهم، يجسد حياتهم اليومية ويشاركهم همومهم وأفراحهم، مما جعل منه شخصية محبوبة ليس فقط في مراكش، بل بين كافة عشاق هذا النوع من الفنون عبر المغرب.
رحل محمد المسيح، تاركاً وراءه إرثًا فنياً لا يُنسى في فن الحلقة، وذاكرة طافحة بالمشاهد والعروض التي بقيت عالقة في قلوب محبيه وجمهوره.