حظي مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري بتطورات جديدة خلال اليومين الماضيين، مما يعزز من احتمالات انطلاقه قريباً، وفقاً لتحديثات المشروع التي قدمتها منصة الطاقة المتخصصة. فقد أُحرز تقدم كبير مع استكمال المرحلة الثانية من دراسة التصميم الهندسي الأولي، مما سمح بالانتقال إلى مرحلة الاستحواذ على الأراضي وإعادة التوطين، وهو ما يعد إنجازاً مهماً في إطار تطوير المشروع الذي تُقدّر تكلفته بـ 25 مليار دولار.
يُعتبر أنبوب الغاز الأطلسي الأفريقي، الذي يمتد من نيجيريا عبر العديد من دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إلى المغرب، نقطة تحول مهمة في مشهد الطاقة بالمنطقة. وتهدف هذه المبادرة إلى فتح أسواق جديدة، وتحفيز النمو الاقتصادي، وخلق فرص عمل تسهم في تحسين الظروف المعيشية في المجتمعات المعنية.
خلال اجتماع وزراء الطاقة والهيدروكربونات في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، أشار وزير الدولة النيجيري للموارد النفطية، إيكبيريكبي إيكبو، إلى أن التعاون بين الدول المعنية يعد أمراً حيوياً لنجاح المشروع. كما أعلن عن توصل الوزراء إلى إجماع حول الاتفاقية الحكومية الدولية واتفاقية الحكومة المضيفة لأنبوب الغاز، مشدداً على أن هذه الاتفاقيات تمثل الأساس لشراكات قوية وعادلة.
أضاف إيكبو أن شركة النفط الوطنية النيجيرية في وضع جيد لإدارة المشروع بفضل خبرتها في إنتاج الغاز ومعالجته ونقله. وأكد الوزير أن التقدم الذي تم إحرازه يمثل خطوة بارزة نحو تعزيز أمن الطاقة الإقليمي والعالمي، ويجسد الالتزام الجماعي لتحقيق تنمية مستدامة.
من جانبها، أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية، ليلى بنعلي، التزام المغرب بمشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري، مشددة على أنه مشروع سياسي بامتياز يجسد رؤية العاهل المغربي، ويهدف إلى تعزيز الروابط الطاقية بين دول غرب إفريقيا والمغرب. وأوضحت أن المشروع يسعى إلى الاستغلال المحلي للموارد الأفريقية، وتطوير البنية التحتية، وخلق فرص عمل.
وأشارت بنعلي إلى أهمية الاجتماع في تحقيق تقدم ملموس على صعيد الوسائل المالية والتقنية اللازمة لجعل المشروع قابلاً للتنفيذ، بما في ذلك مشروعات الطاقة المتجددة. كما ذكرت أن هذا المشروع ليس مجرد بنية تحتية، بل هو وسيلة لتحقيق الاستقرار والتنمية في منطقة تمتد عبر 13 دولة.
على الرغم من التقدم الملحوظ، يبقى هناك تحديات عديدة تواجه المشروع، مثل التمويل والتعاون بين الدول المعنية، بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بالأوضاع السياسية في بعض الدول التي سيمر منها الأنبوب. ومع ذلك، تبقى الآمال معقودة على أن يتحقق هذا المشروع الذي يُعتبر أكبر مبادرة للبنية التحتية في القارة الأفريقية ويعكس الطموحات الكبيرة لدول المنطقة في مجال الطاقة.