تتناول صحيفة “لوموند” الفرنسية في تقريرها الأخير موضوع تأخر افتتاح “المسرح الكبير” في الرباط، حيث يثير هذا التأخير العديد من التساؤلات حول الأسباب والدوافع التي أدت إلى بقاء هذا الصرح الثقافي مغلقًا منذ الانتهاء من بنائه قبل ثلاث سنوات. يُعتبر “المسرح الكبير” أكبر مسرح في إفريقيا، ويتسع لـ1800 مقعد، وقد تم تصميمه على يد المهندسة المعمارية الشهيرة زها حديد، مما يجعله تحفة معمارية فريدة تُعبر عن روح العصر الحديث.
تصل تكلفة المشروع إلى حوالي 200 مليون يورو، ويقع على مساحة تبلغ 25 ألف متر مربع، مما يجعله أحد المعالم البارزة في العاصمة المغربية. وعلى الرغم من ذلك، لم يُفتح المسرح أبوابه للجمهور حتى الآن، مما أثار استغراب الصحافة المحلية والدولية. يُعتبر هذا المسرح رمزًا جديدًا للمدينة، إلى جانب المعالم التاريخية مثل “صومعة حسان”، وقد أصبح يمثل نقطة جذب للسياح الذين ينجذبون إلى تصميمه المستقبلي.
من المثير للاهتمام أن المسرح ظهر في التصميم الجديد للعملة المغربية من فئة 20 درهمًا، كإشارة إلى التنمية الثقافية في البلاد، وهو ما يعكس أهمية هذا المشروع على المستويين الثقافي والسياحي. ومع ذلك، تظل علامات الاستفهام قائمة حول أسباب التأخير في افتتاح المسرح، حيث تشير “لوموند” إلى أنه في كل مرة تُعلن فيها الصحافة المحلية عن موعد للافتتاح، سواء كان ذلك في نهاية عام 2021 بعد جائحة كورونا أو خلال عام 2022، يتأجل الحدث دون تقديم أي توضيحات.
يتساءل الكثيرون عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا التأخير. هل يعود الأمر إلى التحديات الإدارية والمالية، أم أن هناك مشاكل في البرمجة أو الجدول الزمني للعروض؟ بينما يعتبر بعض المعلقين أن المغرب يحتاج إلى ثقافة مسرحية أكثر نضجًا ووعيًا، آخرون يرون في هذا المشروع مبالغة من حيث الحجم والتكلفة، مما يثير تساؤلات حول جدوى الاستثمار فيه.
بصفة عامة، يبقى “المسرح الكبير” في الرباط مشروعًا فريدًا، لكن تأخيره في الافتتاح يُعتبر تحديًا للمسؤولين المغاربة، الذين يجب عليهم تقديم إجابات مقنعة للمواطنين والمستثمرين على حد سواء. في ظل التوقعات العالية لهذا الصرح الثقافي، يبقى الأمل معلقًا على أن يتم افتتاح المسرح قريبًا ليصبح نقطة انطلاق جديدة للثقافة والفنون في المغرب.