المغرب يبرز اهتمامه بالذكاء الاصطناعي أمام مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي

Heure du journal

في جلسة عُقدت أمس الخميس في أديس أبابا تم تسليط الضوء على الاهتمام الكبير الذي يوليه المغرب لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أمام مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي. خلال جلسة عمومية ناقشت موضوع “التطلع إلى المستقبل: الذكاء الاصطناعي وتأثيره على السلم والأمن في إفريقيا”، قدم الوفد المغربي تفاصيل عن الخطوات التي اتخذتها المملكة في صياغة أول قرار أممي بشأن الذكاء الاصطناعي.

وأوضح الوفد المغربي أن المغرب لعب دوراً رئيسياً في صياغة القرار الأممي الذي يحمل عنوان “اغتنام الفرص التي تتيحها أنظمة الذكاء الاصطناعي الآمنة والموثوقة من أجل التنمية المستدامة”. هذا القرار، الذي نال رعاية المغرب والولايات المتحدة في البداية، حظي بدعم 123 دولة عضو في الأمم المتحدة عند اعتماده في 21 مارس 2024. ويعكس هذا الدعم اهتمام المغرب العميق بهذا المجال الحيوي.

وفي سياق التزام المملكة بتطوير تكنولوجيات العصر، أشار الوفد إلى الخطاب السامي للملك محمد السادس في 30 يوليو 2008، والذي دعا فيه إلى تعزيز التطوير التكنولوجي. منذ ذلك الحين، أطلق المغرب مبادرات عديدة لتعزيز الذكاء الاصطناعي، مع التركيز بشكل خاص على النهوض بالتكوين والبحث والتطوير.

وأكد الوفد المغربي أن هذا القرار التاريخي يمثل أساساً للعمل الدولي نحو حوكمة عالمية مشتركة للذكاء الاصطناعي. وتفوق المغرب في هذا المجال على المستوى القاري من خلال احتضانه لمركز “AI Movement” بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، والذي يُعد الأول من نوعه في إفريقيا والرائد في مجال البحث والتطوير في الذكاء الاصطناعي.

وأشار الوفد أيضاً إلى تنظيم المغرب للدورة الأولى للمنتدى رفيع المستوى حول الذكاء الاصطناعي في القارة الإفريقية، والذي عُقد في الرباط بين 3 و5 يونيو الجاري تحت شعار “الذكاء الاصطناعي كرافعة للتنمية في إفريقيا”. هذا المنتدى، الذي نُظم بمبادرة من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ومنظمة اليونسكو، شهد مشاركة ممثلين من أكثر من 30 دولة، بما في ذلك نحو 15 دولة إفريقية، مما يعكس التزام المغرب بتقديم حلول مبتكرة للمجتمعات الإفريقية والمساهمة في تنميتها.

وفي ختام كلمته، شدد الوفد المغربي على أن الاستفادة المثلى من الذكاء الاصطناعي يمكن أن توفر للبلدان النامية الوقت والموارد المالية والطاقية والبشرية. وأكد أن ذلك سيكون له تأثير كبير على العوامل التي تساهم في تحقيق وتعزيز السلام والأمن في القارة الإفريقية.