الجديدة … أساتذة وطلبة باحثون يحتفون بتجربة الدكتور حسن بحراوي من خلال دراسة محكمة في أعماله
نظم مختبر التاريخ، العلم والمجتمع، بتنسيق مع ماستر الأنساق السردية والبصرية: المكونات والوظائف يوم الثلاثاء 31 أكتوبر 2023؛ ندوة وطنية حول موضوع ” الخطاب النقدي وإشكالات الترجمة: دراسة في أعمال حسن بحراوي”، وذلك وفق برنامج متنوع.
ابتدأ اللقاء بكلمة افتتاحية لرئيسة الجلسة منسقة ماستر الأنساق السردية والبصرية الأستاذة فاطمة بنطاني التي رحبت من خلالها بالمحتفى به الباحث الدكتور حسن بحراوي وبسطت الكرونولوجيا الزمنية التي اتخذها هذا النشاط من أجل إقامته والجهود التي بذلها الطلبة الباحثون قصد الإسهام في إخراج كتاب محكم حول إنجازات وأعمال د : حسن بحراوي، بعدها أخذ الكلمة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة، د: يعو محمد الذي شكر بدوره الجهود التي يبذلها المختبر- التاريخ، العلم والمجتمع- وأكد على ضرورة الاهتمام بالثقافة الشعبية وذلك عبر النبش في مساراتها المتعددة.
وتقدم رئيس مختبر التاريخ، العلم والمجتمع الأستاذ نوسي عبد المجيد بكلمة أثبت من خلالها تركيز “مختبر التاريخ، والمجتمع” وحرصه على تجويد الدرس الأكاديمي وذلك عبر الانفتاح على مجموعة من الأعمال الجادة، مثل: أعمال الأستاذ حسن بحراوي، التي تعد مرجعا أساسا لتجويد الدرس الأكاديمي والرقي به على مختلف الأصعدة، كما أشار إلى مسألة الخطاب والتلقي في أعمال المحتفى به.
و قارب عبد الرحمان غانمي، ـ أستاذ بجامعة السلطان مولاي سليمان- بني ملال،ـ الجهود التي بذلها الأستاذ الباحث حسن بحراوي في مجال الثقافة الشعبية، ووسمه بالإنسان المتعدد الذي كتب في أشكال أدبية متنوعة، من شعر وترجمة وثقافة شعبية.
وقد خصصت الجلسة الثانية لمداخلات الطلبة الباحثين الذين أسهموا بمداخلاتهم في كتاب محكم يعنى بالمسار الفكري للدكتور حسن بحراوي إذ تم وسمه ب” الكتابة، الترجمة، التلقي.. دراسات في أعمال الباحث حسن بحراوي”، حيث أسهم الطالب الباحث عثمان زيني عن مختبر السيميائيات وفلسفة الأدب والفنون – الرباط بمداخلة اختار لها عنوانا ” حوار الثقافات باعتباره تبادلا سيميوطيقيا: كتاب في المغرب للرحالة الفرنسي بيير لوتي ( ترجمة حسن بحراوي) نموذجا.
وتقدم الباحث المهدي غاول المنتمي لمختبر التاريخ، العلم والمجتمع، بمداخلة تحدث فيها عن مفهوم الشعرية عند الأستاذ حسن بحراوي من خلال كتابه ” مأوى الغريب دراسات في شعرية الترجمة”.
ركز الطالب الباحث بمختبر التاريخ، العلم والمجتمع، ماستر الأنساق السردية والبصرية: المكونات والوظائف، ذ: حسن شويري مداخلة من خلال كتاب “مأوى الغريب” على مداخل شعرية الترجمة المقترحة في الكتاب.
وبدورها تناولت الطالبة الباحثة حفيظة مبروك بمختبر أبحاث التكامل المعرفي في العلوم الإنسانية والاجتماعية – المحمدية، في مداخلتها ” الشكل الروائي: وسؤال التنظير وأسئلة الإمكان” قراءة في كتاب: بنية الشكل الروائي: الفضاء –الزمن- الشخصية، لمؤلفه حسن بحراوي.
وقد وسم الباحث المهدي قنديل، مداخلته ب” التخييل التاريخي والذاكرة” في رواية ” النمر الفيتنامي” لحسن بحراوي،
في حين ناقش الباحث محمد التوتي رواية ” بنات والنعناع”، عندما يغوص السرد في بنية المجتمع من زاوية الماخور.
وتطرق الباحث رشيد مليح إلى رصد تجليات المكون الفانطاستيكي في الكون السردي عند الكاتب حسن بحراوي من خلال مجموعته القصصية الموسومة ب” أستوديو الجماهير”.
وتواصلت المداخلات العلمية حول المنجز الفكري لحسن بحراوي مع الباحث محمد جنان، الذي اختار النبش في فن العيطة من خلال الاشتغال على كتاب فن العيطة بالمغرب، بحث في الجذور والألوان والتيمات. أما الباحث فؤاد بنبشينة، فقد تناول ثنائية الشعر والمعرفة،
وختم الطالب الباحث بماستر الأنساق السردية والبصرية عبد العزيز بريسول باب المداخلات بمداخلة اختار لها عنوان بلاغة السخرية في ديوان الأرض الأخيرة لعشاق الترامواي.
ويشار أن الجلسة الثانية قد أطر فقراتها ذ: أحمد كازا، وكان فرصة للتواصل مع المحتفى به الذي عبر عن سعادته بهذا المنجز الفكري والأدبي الرصين، والعمل المتميز الذي عكف الطلبة على إخراجه إلى حيز الوجود، وتوجه بالشكر والامتنان لكل زملائه الأساتذة، ومنسقة ماستر الأنساق السردية والبصرية فاطمة بنطاني على سهرها وتتبعها لجل مراحل إخراج كتاب ” الكتابة، الترجمة، التلقي” الذي انكب على دراسة الأعمال التي طبعت الثقافة المغربية بحثاً وإبداعاً وترجمة.
ويمثل هذا العمل أكاديمي متعدد المشارب، له قدرة على التنقل بين حقول المعرفة والثقافة، والسفر عبر الأجناس والتعبيرات الإبداعية والدراسات العلمية والنقدية، إنه الأستاذ حسن بحراوي الباحث في السرد والأدب الشعبي والترجمة والمبدع في مجالي النثر والشعر، الذي لـم يـؤمـن يوما بتخصص ضيق، بل حاول أن يلامس خلال مسيرته العلمية والثقافية منجزا غنيا بعناوين كبرى تمثلت في الإبداع والترجمة والكتابة النقدية.
وجدير بالذكر أن الأستاذ حسن بحراوي قد انشغل مبكرا بالنقد الروائي في إطار أكاديمي، وأسهم في تطويره من منظور المقاربة البنيوية المستندة إلى المرجعية الفرنسية، وبالموازاة مع ذلك اهتم بالمسرح ممارسة في إطار الهواية وتدريسا كمادة في الكلية، ثم بالأدب الشعبي سردا وغناء، بالإضافة إلى تناوله للترجمة تنظيرا وتدريسا وممارسة، ليسافر بعد الاختمار والنضج النقدي إلى معاودة التجربة الإبداعية في الشعر والرواية.
الجديدة: عبدالمالك اجريري