في إطار الاستعدادات لكأس أمم إفريقيا 2025 التي ستحتضنها المغرب، تتجه أنظار عشاق كرة القدم المغربية نحو القائمة التي سيعلن عنها الناخب الوطني وليد الركراكي للمعسكر التدريبي الأخير قبل انطلاق البطولة. ورغم أن التركيز ينصب على مختلف مراكز اللعب، إلا أن مركز حراسة المرمى يحظى بنقاش واسع، خاصة مع تذبذب مستوى الحارس الأساسي ياسين بونو مع نادي الهلال السعودي، في مقابل تألق منير المحمدي رفقة نهضة بركان، ما يفتح باب التساؤلات حول هوية الحارس الذي سيحرس عرين “أسود الأطلس” خلال المباريات المقبلة.
ياسين بونو، الحارس الذي سطع نجمه في كأس العالم 2022 وساهم بشكل كبير في الإنجاز التاريخي للمنتخب المغربي بوصوله إلى نصف النهائي، يواجه فترة صعبة مع فريقه الهلال السعودي. خلال المباريات الأخيرة، تلقى بونو 12 هدفًا في 10 مباريات، ما يثير مخاوف بشأن مدى جاهزيته للحفاظ على مكانته كحارس أول في المنتخب. تراجع أداء الهلال ككل قد يكون جزءًا من المشكلة، لكن هذا لم يمنع البعض من التشكيك في مستوى الحارس المغربي وإمكانية منحه فترة راحة لصالح حارس آخر أكثر جاهزية في الوقت الحالي.
على الجانب الآخر، يعيش منير المحمدي فترة زاهية مع نهضة بركان، حيث يقدم مستويات عالية جعلته محط إشادة من قبل المتابعين. لم تستقبل شباكه سوى ثلاثة أهداف في المباريات العشر الأخيرة، كما أن استقراره في الدوري المغربي يمنحه أريحية في التأقلم مع الأجواء المحلية، وهو ما قد يشكل نقطة قوة في حال قرر الركراكي إجراء تغيير في مركز الحراسة. المحمدي، الذي سبق له أن كان الحارس الأساسي للمنتخب المغربي في فترات سابقة، يبدو الآن في وضع مثالي للمنافسة على مكان في التشكيلة الأساسية.
رغم تصاعد الأصوات التي تطالب بإتاحة الفرصة للمحمدي، إلا أن مصادر مقربة من الجهاز الفني للمنتخب أكدت أن الركراكي لا ينوي إبعاد بونو عن التشكيلة الأساسية في الوقت الحالي. وفقًا لهذه المصادر، فإن مدرب حراس المرمى عمر حراق يحافظ على تواصل مستمر مع بونو لدعمه نفسيًا، ويؤكد أن الاعتماد على استقرار التشكيلة أمر ضروري للحفاظ على انسجام الفريق. في الوقت نفسه، يظل المحمدي تحت المراقبة، ويتم إشراكه في التدريبات كخيار بديل جاهز في أي لحظة.
بالإضافة إلى بونو والمحمدي، يبقى السؤال مطروحًا حول هوية الحارس الثالث الذي سيرافقهما في اللائحة النهائية للمنتخب المغربي. من بين أبرز الأسماء المرشحة، نجد مهدي بنعبيد، حارس مرمى الوداد الرياضي، وصلاح الدين شهاب، حارس المغرب الفاسي. كلاهما أظهر إمكانيات كبيرة في البطولة الوطنية، مما يجعلهما مرشحين بقوة للدخول إلى حسابات الركراكي. اختيار الحارس الثالث قد يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك الخبرة، الاستمرارية في الأداء، والقدرة على التعامل مع الضغط في المباريات الكبرى.
مع اقتراب المواجهتين الحاسمتين ضد النيجر وتنزانيا في إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، سيكون ملف حراسة المرمى أحد أكثر الملفات حساسية داخل المنتخب الوطني. في حين أن الركراكي لا يزال يثق في بونو، فإن المنافسة التي يفرضها المحمدي، إلى جانب تألق بعض الحراس في البطولة المحلية، تجعل القرار النهائي أكثر تعقيدًا.
على المستوى الجماهيري، ينقسم المشجعون بين من يرى أن بونو لا يزال الخيار الأفضل رغم تذبذب مستواه، وبين من يطالب بإعطاء فرصة للمحمدي أو تجربة حارس جديد لضمان الجاهزية القصوى قبل دخول غمار كأس أمم إفريقيا. في نهاية المطاف، يبقى القرار في يد الطاقم الفني، الذي سيضع في الاعتبار جميع المعطيات قبل حسم هوية الحارس الذي سيحرس المرمى المغربي في الاستحقاقات المقبلة.