رياضة

برشلونة يتوج بالسوبر الإسباني ويعود بمبلغ 9 ملايين يورو

حقق فريق برشلونة الإسباني لقب كأس السوبر الإسباني بعد فوزه الكبير على غريمه التقليدي ريال مدريد بنتيجة 5-2، في المباراة النهائية التي احتضنها ملعب “الجوهرة المشعة” بمدينة جدة في المملكة العربية السعودية.

 

بهذا الفوز، أضاف برشلونة لقبًا جديدًا إلى سجله الحافل بالألقاب، محققًا أيضًا عائدات مالية كبيرة بلغت 9 ملايين يورو من مشاركته في البطولة.

تفاصيل العائدات المالية

برشلونة، الذي شارك في البطولة كوصيف بطل الدوري الإسباني، حصل على عدة مكافآت مالية، جاءت مقسمة كالتالي:

  • 6 ملايين يورو مقابل المشاركة في البطولة.
  • مليون يورو بعد تأهله إلى المباراة النهائية.
  • مليوني يورو إضافية بعد التتويج باللقب.

في المقابل، حصل ريال مدريد، الذي شارك كبطل الدوري الإسباني وخسر المباراة النهائية، على مبلغ إجمالي بلغ 7.15 مليون يورو، موزعة على النحو التالي:

  • 6.15 مليون يورو مقابل المشاركة.
  • مليون يورو مكافأة الوصول إلى النهائي.

أما أتلتيك بيلباو، بطل كأس ملك إسبانيا، فقد حصل على 2 مليون يورو، بينما كانت حصة ريال مايوركا، الذي شارك كوصيف بطل الكأس، 850 ألف يورو فقط، ما يعكس الفارق الكبير في العائدات بين الأندية الكبرى والأندية الأقل تصنيفًا.

أثار توزيع العائدات المالية بين الأندية المشاركة جدلًا واسعًا هذا العام، كما هو الحال في النسخ السابقة. إذ اعتبر نادي أتلتيك بيلباو وريال مايوركا أن النظام الحالي لتوزيع المكافآت يفتقر إلى العدالة، حيث تحصل الأندية الكبرى، مثل برشلونة وريال مدريد، على الحصة الأكبر، فيما تكون العائدات المخصصة للأندية الأخرى أقل بكثير.

هذا الوضع دفع الاتحاد الإسباني لكرة القدم إلى إجراء مشاورات مع ممثلي الناديين خلال إقامتهما في جدة. الهدف من هذه المشاورات هو إيجاد صيغة جديدة أكثر إنصافًا لتوزيع العائدات المالية في النسخ القادمة من البطولة، بحيث يتم تحقيق التوازن بين مصالح جميع الأطراف.

تُقام بطولة السوبر الإسباني في السعودية منذ عام 2021، بموجب اتفاقية وقعها الاتحاد الملكي الإسباني لكرة القدم مع المملكة العربية السعودية. تمتد هذه الاتفاقية حتى عام 2029، وتمنح السعودية حق استضافة البطولة مقابل مبلغ سنوي قدره 40 مليون يورو.

وفقًا لهذه الاتفاقية، يحتفظ الاتحاد الإسباني بمبلغ 21 مليون يورو من الإيرادات السنوية، بينما يتم توزيع المبلغ المتبقي على الأندية المشاركة في البطولة. ومع ذلك، أثارت هذه الاتفاقية تساؤلات حول أولويات الاتحاد الإسباني، خصوصًا فيما يتعلق بتحقيق العدالة المالية بين الأندية المختلفة.

يعد فوز برشلونة بالسوبر الإسباني إنجازًا مهمًا في هذا الموسم، حيث يمثل خطوة نحو استعادة الفريق الكتالوني لمكانته كواحد من أفضل الأندية في العالم. بعد سلسلة من الانتقادات والأداء المتفاوت في السنوات الأخيرة، يأتي هذا اللقب ليثبت أن الفريق يسير في الاتجاه الصحيح تحت قيادة جهازه الفني.

كما أن المكافآت المالية التي حصل عليها النادي تُعد دعمًا مهمًا، خصوصًا في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه الأندية الإسبانية بسبب التأثيرات المستمرة لجائحة كورونا والقيود المالية الصارمة التي تفرضها رابطة “الليغا”.

على المستوى الاقتصادي، تُعد بطولة السوبر الإسباني فرصة ذهبية للأندية المشاركة لتعزيز مواردها المالية. ومع ذلك، فإن التباين الكبير في توزيع العائدات يُبرز التحديات التي تواجهها الأندية الصغيرة، التي تعتبر مشاركتها في البطولة مجرد فرصة لتغطية بعض نفقاتها، مقارنة بالأندية الكبرى التي تحصل على مكاسب مالية ضخمة.

كما أن استضافة السعودية للبطولة تعكس التوجه العالمي نحو جعل الرياضة منصة للتعاون الدولي والاستثمار. فالمملكة تستثمر في الرياضة كجزء من خطتها لتحقيق التنويع الاقتصادي، بينما يستفيد الاتحاد الإسباني والأندية المشاركة من المكاسب المالية المرتبطة بهذا التعاون.

مع استمرار استضافة السعودية للبطولة حتى عام 2029، يبقى التحدي الرئيسي هو إيجاد صيغة متوازنة لتوزيع العائدات تضمن رضا جميع الأطراف. كما أن الجماهير تأمل في أن تستمر البطولة في تقديم مباريات قوية ومثيرة تجمع بين أفضل الفرق الإسبانية، مع المحافظة على نزاهة المنافسة وعدالتها.

في النهاية، يبقى السوبر الإسباني مناسبة رياضية واقتصادية مميزة، تجمع بين التنافس الرياضي والمكاسب المالية، مما يعكس الدور المتزايد للرياضة في تعزيز العلاقات الدولية وتحقيق التنمية الاقتصادية على مستوى عالمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى