في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، تمكنت عناصر الشرطة التابعة لمنطقة أمن سلا الجديدة من توجيه ضربة قوية لشبكات التهريب الدولي للمخدرات، وذلك بعد إفشال محاولة تهريب كمية ضخمة من مخدر الشيرا بلغت نحو خمسة أطنان. العملية، التي نُفذت بضواحي سلا الجديدة، أفضت إلى حجز سيارة نفعية كانت محملة بـ122 رزمة من المخدرات، بلغ وزنها الإجمالي أربعة أطنان و924 كيلوغرامًا، كانت مُعدة للإرسال خارج الحدود، في ما يُرجح أنه امتداد لشبكة تهريب دولية تعتمد أساليب لوجستيكية متطورة.
وفي تفاصيل الواقعة، كشفت مصادر مطلعة أن العملية مكنت أيضًا من حجز زورق مطاطي ومحرك بحري، ما يدل على أن الشحنة كانت ستُنقل عبر المسالك البحرية، وهو ما يعزز فرضية ارتباط هذه المحاولة بشبكات دولية تنشط في الاتجار غير المشروع بالمخدرات. وعلى الرغم من فرار سائق السيارة قبل وصول العناصر الأمنية إلى الموقع، فإن المؤشرات الأولية تفيد بأن الأبحاث تسير في اتجاه كشف هوية المتورطين المحتملين في هذا النشاط الإجرامي.
الفرقة القضائية المختصة باشرت تحقيقاتها تحت إشراف النيابة العامة، قصد فك خيوط هذه القضية والوقوف على كافة الامتدادات والارتباطات المحتملة، سواء داخل المغرب أو خارجه. وتُعد هذه العملية، التي تندرج ضمن سلسلة من التدخلات الاستباقية، ترجمة فعلية للإستراتيجية المتواصلة التي تنتهجها مصالح المديرية العامة للأمن الوطني، والهادفة إلى تجفيف منابع التهريب والحد من تدفق المخدرات والمؤثرات العقلية نحو الضفة الأخرى.
التحقيقات جارية، والترقب يسود بشأن ما ستُسفر عنه الأيام المقبلة، في ظل تأكيد الجهات الأمنية على أن المعركة ضد التهريب الدولي لا تزال مفتوحة، وأن الضربات الأمنية ستتواصل، بنفس الحزم، لتضييق الخناق على شبكات الاتجار غير المشروع وتعزيز الأمن العام.
