
وزارة التجهيز والماء تحذر من أمواج عاتية قد تصل إلى 6.5 أمتار على السواحل الأطلسية
أعلنت وزارة التجهيز والماء عن توقعات بحدوث أمواج عاتية على طول السواحل الأطلسية للمملكة، ابتداءً من صباح يوم الخميس المقبل، مشيرة إلى أن هذه الأمواج التي ستصل من الاتجاه الشمالي الغربي ستتراوح ارتفاعاتها ما بين 4.0 و6.5 أمتار. وأوضح البلاغ الرسمي للوزارة أن هذا الوضع البحري قد يشكل خطورة خاصة على السواحل الممتدة بين رأس سبارطيل بطنجة وطرفاية، وهو ما يستدعي اتخاذ الحيطة والحذر من قبل الساكنة والجهات المعنية.
وأكدت الوزارة أن تأثير هذه الأمواج سيكون أكثر وضوحاً وخطورة في المنطقة الواقعة بين المهدية وآسفي، حيث يتوقع أن تصل الأمواج إلى ذروتها خلال فترة الصباح والظهيرة يوم الخميس. وستتزامن هذه الحالة الجوية مع فترة مد بحري مرتفع، إذ يتوقع أن يتراوح مستوى المد العالي للبحر ما بين 2.90 متر و3.90 متر. وسيكون توقيت المد العالي في الساعات الأولى من الصباح، بين الثالثة والنصف والرابعة فجراً، وكذلك في فترة الظهيرة بين الثالثة وخمسين دقيقة والرابعة والنصف.
يأتي هذا التحذير في إطار التدابير الاستباقية التي تتخذها وزارة التجهيز والماء لتحذير الساكنة من المخاطر التي قد تنجم عن الظروف البحرية السيئة، خاصة في المناطق الساحلية التي تعرف كثافة سكانية أو نشاطاً اقتصادياً مرتبطاً بالصيد البحري والملاحة. وأشارت الوزارة إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأرواح والممتلكات، سواء على مستوى الموانئ أو المناطق الساحلية القريبة، مع التنسيق مع السلطات المحلية والجمعيات المهنية في قطاع الصيد البحري.
كما دعت الوزارة كافة مرتادي البحر، من صيادين أو هواة الرياضات البحرية، إلى ضرورة تجنب الأنشطة البحرية خلال هذه الفترة، مع الالتزام الكامل بتوجيهات السلطات المختصة. وأضافت أن أي نشاط بحري في هذه الظروف قد يشكل خطراً كبيراً بسبب الأمواج العالية وسرعة الرياح التي ترافق مثل هذه الأحوال الجوية.
وفي السياق ذاته، أشارت الوزارة إلى أن تحسن الأحوال الجوية سيبدأ تدريجياً ابتداءً من صباح يوم الجمعة 31 يناير على مستوى السواحل الواقعة شمال رأس غير، في حين أن السواحل الجنوبية ستشهد استقراراً أكبر ابتداءً من صباح السبت فاتح فبراير 2025. ورغم ذلك، أكدت الوزارة على أهمية متابعة النشرات الجوية الرسمية، نظراً لإمكانية حدوث تغيرات في التوقعات.
تجدر الإشارة إلى أن السواحل الأطلسية المغربية تمتد على طول أكثر من 3,000 كيلومتر، مما يجعلها عرضة لتأثيرات التقلبات المناخية والمحيطية. وقد شهدت السنوات الأخيرة تزايداً ملحوظاً في الظواهر الجوية المتطرفة، بما في ذلك الأمواج العاتية والعواصف البحرية، ما يفرض تعزيز الجهود الوطنية في مجال الوقاية وإدارة المخاطر المرتبطة بالسواحل.
من جانب آخر، يرى خبراء الأرصاد الجوية أن مثل هذه الأمواج العاتية تعد نتيجة مباشرة لأنظمة الضغط الجوي المنخفض في المحيط الأطلسي الشمالي، التي تؤدي إلى اضطرابات جوية وارتفاع أمواج البحر في اتجاه السواحل الأطلسية. ويرى البعض أن هذا الوضع يتطلب تعزيز منظومات الإنذار المبكر وإعداد خطط استباقية أكثر فعالية لحماية المناطق الساحلية الأكثر عرضة للخطر.
وبينما تستمر الاستعدادات المحلية لمواجهة هذه الظروف، يبقى دور المواطنين محورياً في التقيد بالإرشادات الرسمية لتجنب أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات. وتشكل هذه التحذيرات فرصة لتسليط الضوء على أهمية التكيف مع التغيرات المناخية وآثارها على الأنشطة البحرية والحياة في المناطق الساحلية، حيث يتطلب الأمر تضافر الجهود بين السلطات والمجتمع لضمان سلامة الجميع.