مجتمع

طنجة.. شاب ينهي حياة زميله في العمل بسبب كلمة “أنا صعيب عليك”!

شهدت مدينة طنجة حادثة مأساوية انتهت بجريمة قتل راح ضحيتها شاب على يد زميله في العمل، بعد خلاف بسيط تطور إلى مواجهة دامية. الواقعة التي هزّت الرأي العام بدأت بمشادة كلامية عادية بين الضحية “و.خ” والجاني “حمزة. أ”، الذي ينحدر من مدينة وزان. لم يكن أحد يتوقع أن تنتهي هذه المشاحنة بجريمة مروعة، حيث تحول التوتر اللفظي إلى اشتباك عنيف عقب تلفظ الضحية بجملة “أنا صعيب عليك”، وهي العبارة التي فجرت غضب الجاني، وجعلته يفقد السيطرة على نفسه ليرتكب فعلته في لحظة تهور.

 

التحقيقات الأولية كشفت أن الشابين كانا يعملان معًا في نفس المكان، وأن علاقتهما لم تكن دائمًا متوترة، لكن خلافات بسيطة كانت تحدث بينهما من حين لآخر. يوم الحادث، بدأ النقاش بينهما بألفاظ حادة، ثم سرعان ما تصاعدت حدة المواجهة حتى وصلت إلى مرحلة العنف الجسدي، ما أدى إلى وقوع الضحية غارقًا في دمائه.

 

عند توقيفه، لم يحاول الجاني إنكار التهمة الموجهة إليه، بل أقر بفعلته، مبررًا إياها بأنه لم يكن يعتزم القتل، لكن استفزاز الضحية بكلمته الأخيرة دفعه إلى فقدان أعصابه. خلال جلسة المحاكمة التي عقدت في محكمة الاستئناف بطنجة، ظل المتهم صامتًا معظم الوقت، ولم يقدم أي دفاع عن نفسه سوى تأكيده أن الاستفزاز كان الدافع الأساسي وراء ارتكابه للجريمة.

 

بعد سلسلة من الجلسات، أصدرت المحكمة حكمًا بسجن “حمزة. أ” لمدة 25 عامًا، وهو الحكم الذي جاء ليعكس خطورة الجريمة، خاصة وأنها ارتُكبت بسبب سبب وُصف بالبسيط. هذه القضية أثارت الكثير من الجدل حول تأثير الضغوط النفسية في بيئات العمل، وكيف يمكن أن تتحول الكلمات إلى شرارات تؤجج العنف، مما يطرح تساؤلات جدية حول ضرورة التحكم في الغضب وضبط النفس.

 

الواقعة أعادت إلى الأذهان حالات سابقة من جرائم القتل التي نشأت عن خلافات آنية وتطورت بشكل غير متوقع إلى مآسٍ، وهو ما يدعو إلى التفكير في أهمية التوعية بأساليب تفادي النزاعات والتعامل مع الضغوط بطريقة أكثر عقلانية. وبينما طوت المحكمة صفحة هذه القضية بحكمها النهائي، تبقى العبرة الكبرى في أن لحظة غضب واحدة قد تودي بحياة شخص وتحطم مستقبل آخر، تاركة وراءها حسرة وندمًا لا ينفع معه تبرير.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى