بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، أعلنت وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة عن تعديل في مواقيت العمل داخل الإدارات والمؤسسات العمومية بالمغرب. ووفقًا للبلاغ الصادر عن الوزارة، فإن العمل سيتم وفق توقيت مسترسل يمتد من الساعة التاسعة صباحًا إلى الثالثة بعد الزوال، من الاثنين إلى الجمعة، طيلة الشهر الفضيل. ويأتي هذا الإجراء في إطار ملاءمة ظروف العمل مع خصوصيات رمضان، حيث يتغير النمط اليومي للمواطنين بسبب الصيام وما يرافقه من متطلبات اجتماعية ودينية.
التغيير في مواقيت العمل خلال رمضان ليس بالأمر الجديد في المغرب، إذ دأبت الحكومة على اتخاذ إجراءات مماثلة في كل عام لتخفيف الضغط على الموظفين ومنحهم الفرصة للتوفيق بين التزاماتهم المهنية والدينية. كما أن هذه الخطوة تسهم في تحسين إنتاجية العمل خلال هذا الشهر الذي يشهد تغيرات في العادات اليومية للمغاربة، سواء فيما يتعلق بساعات النوم أو الوجبات الغذائية أو الأنشطة الاجتماعية والدينية.
وبالإضافة إلى تقليص ساعات العمل اليومية، أكدت الوزارة أن الموظفين والأعوان سيحصلون على التسهيلات اللازمة لأداء صلاة الجمعة، مما ينسجم مع التوجه العام الذي يهدف إلى تمكين العاملين من أداء شعائرهم الدينية دون أن يؤثر ذلك على سير العمل في المرافق العمومية.
وفي سياق موازٍ، أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عن اعتماد توقيت مدرسي خاص بشهر رمضان، لضمان سير العملية التعليمية بطريقة تتلاءم مع طبيعة هذا الشهر. وحسب بلاغ الوزارة، فقد تم تحديد الفترة الصباحية للدراسة من الساعة الثامنة والنصف صباحًا إلى منتصف النهار، فيما تمتد الفترة المسائية من الساعة الثانية عشرة والنصف إلى الثالثة وخمسين دقيقة زوالًا.
وأشارت الوزارة إلى إمكانية تكييف هذه الأوقات حسب خصوصيات المؤسسات التعليمية، خاصة في المناطق التي تعرف اختلافات في أوقات الإفطار أو ظروف النقل المدرسي. وتأتي هذه الخطوة استجابة لحاجة التلاميذ والأساتذة إلى جدول زمني يراعي التغيرات التي تطرأ على نمط حياتهم خلال رمضان، حيث غالبًا ما تتأثر قدرة التلاميذ على الاستيعاب والتركيز نتيجة تغير مواعيد النوم والأكل.
ومن المعروف أن شهر رمضان في المغرب يتميز بنمط حياة مختلف، حيث تتغير مواعيد النوم والاستيقاظ، وتصبح الحياة الاجتماعية أكثر نشاطًا خلال المساء، خاصة مع تزايد الإقبال على المساجد لأداء صلاة التراويح، إضافة إلى التجمعات العائلية التي تمتد إلى ساعات متأخرة من الليل. وبسبب هذه التغيرات، يصبح من الضروري اعتماد توقيت عمل ودراسة يتماشى مع هذه الخصوصيات.
وعلى الرغم من أن هذا الإجراء يُنظر إليه بشكل عام بإيجابية من قبل الموظفين والتلاميذ، إلا أن هناك من يرى أن التوقيت المسترسل قد لا يكون كافيًا لإنجاز جميع المهام الإدارية، خصوصًا في بعض القطاعات التي تتطلب التفاعل المباشر مع المواطنين. غير أن الجهات الرسمية تؤكد أن الهدف الأساسي من هذا التغيير هو تحقيق توازن بين متطلبات العمل واحتياجات الموظفين خلال هذا الشهر.
إلى جانب ذلك، يساهم تقليص ساعات العمل في تخفيف الضغط على وسائل النقل العمومي خلال فترات الذروة، إذ أن انتهاء الدوام في وقت مبكر يساعد في تقليل الازدحام مقارنة بالأيام العادية. ومع ذلك، يبقى تحدي توفير الخدمات العمومية بكفاءة خلال هذه الفترة قائمًا، مما يتطلب من الإدارات والمؤسسات العمومية تنظيم العمل بشكل يضمن استمرار تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين دون أي تأخير.
وبالنظر إلى هذه التغييرات، يبقى شهر رمضان فترة استثنائية تتطلب تكيفًا على مختلف المستويات، سواء في العمل أو الدراسة أو حتى في الحياة اليومية. ويعكس قرار الحكومة بشأن تعديل مواقيت العمل والدراسة رغبة في توفير أجواء مناسبة للصيام وممارسة الشعائر الدينية، مع الحفاظ على استمرارية العمل الإداري والتعليمي. ومن المتوقع أن يتم العمل بهذا التوقيت حتى نهاية شهر رمضان، ليعود بعد ذلك إلى الجدولة الزمنية العادية المعتمدة في باقي أشهر السنة.