تردي حالة الطريق الإقليمية 3535 بجماعة أولاد أكواوش يفاقم معاناة السكان ويؤخر التنمية القروية

Heure du journal

تعيش جماعة أولاد أكواوش، التابعة لدائرة أبي الجعد بإقليم خريبكة، وضعية مزرية تعكس بوضوح حجم التحديات التنموية التي تواجهها المناطق القروية بالمغرب. تتمثل هذه الوضعية في الحالة المتدهورة للطريق الإقليمية رقم 3535، التي تعد شرياناً أساسياً للتنقل والربط بين الدواوير المحيطة والطريق الوطنية رقم 12 والطريق الجهوية رقم 710 التي تصل بين أبي الجعد وخنيفرة. هذه الطريق، التي يفترض أن تسهم في تحسين ظروف عيش الساكنة وتعزيز النشاط الاقتصادي، أصبحت اليوم رمزاً للإهمال وسبباً لمعاناة متزايدة، خاصة في ظل غياب أي تدخل جدي لتحسين حالتها.

تعاني الطريق 3535 من تدهور كبير جعلها غير صالحة للاستعمال في كثير من الأحيان. خلال فصل الشتاء، تتحول الطريق إلى برك من المياه الراكدة بفعل الحفر العميقة التي تمتلئ بمياه الأمطار، مما يعيق حركة المرور ويجعل التنقل عبرها أمراً شاقاً للغاية. ومع قدوم فصل الصيف، تتفاقم المعاناة بسبب الغبار الكثيف الذي يتصاعد مع كل مرور للعربات، مما يتسبب في مشكلات صحية للسكان، خاصة الأطفال وكبار السن. كما أن هذه الأوضاع تؤثر على البضائع التي تُنقل عبر الطريق، مما يرفع من تكاليف النقل ويُثقل كاهل الفلاحين والتجار المحليين.

 

أهمية الطريق 3535 لا تقتصر على دورها في تسهيل التنقل داخل جماعة أولاد أكواوش، بل تمتد إلى ربطها بمجموعة من الدواوير الأخرى التي تعتمد بشكل كلي على هذه الطريق للوصول إلى المرافق الحيوية، كالمراكز الصحية والأسواق والمؤسسات التعليمية. الطريق تعتبر، بذلك، عنصراً أساسياً في فك العزلة عن المنطقة وتعزيز التنمية القروية التي تحتاجها بشدة. ومع ذلك، فإن حالتها الحالية تعكس تدهوراً كبيراً في البنية التحتية القروية، مما يثير تساؤلات جدية حول مدى التزام الجهات المسؤولة بتنفيذ الاستراتيجيات الوطنية المعلنة لتحسين ظروف العيش في العالم القروي.

على الرغم من كون الطريق 3535 مصنفة كطريق إقليمية، إلا أن وضعيتها الحالية لا تعكس أي مستوى من الصيانة أو الاستثمار. السكان المحليون أعربوا مراراً وتكراراً عن استيائهم من الإهمال المتواصل الذي يطال الطريق، معتبرين أن ذلك يؤثر سلباً على حياتهم اليومية وعلى مستوى الخدمات التي يمكنهم الوصول إليها. ويزيد من تعقيد الوضع غياب وسائل نقل عمومية تلائم احتياجاتهم، مما يجعل التنقل عبر هذه الطريق تحدياً حقيقياً.

 

الطريق الإقليمية رقم 3535 ليست مجرد مسلك طرقي عادي، بل هي شريان حياة لعدد كبير من المواطنين. استمرار حالتها المتدهورة لا يؤثر فقط على الأفراد، بل يمتد تأثيره ليشمل النشاط الاقتصادي الذي يعاني أصلاً من ضعف شديد في المنطقة. العديد من الفلاحين المحليين يعانون من صعوبة نقل منتجاتهم إلى الأسواق بسبب وعورة الطريق، مما يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة، ويحد من قدرتهم على تحسين ظروفهم المعيشية. كما أن تأخير إصلاح الطريق يعيق استفادة المنطقة من الإمكانيات التنموية التي يمكن أن تنبع من تحسين البنية التحتية.

 

على المستوى الوطني، تعد البنية التحتية الطرقية عنصراً أساسياً في تحقيق التنمية الشاملة، خاصة في المناطق القروية التي تعاني من الهشاشة وضعف الموارد. الحكومة المغربية سبق أن أعلنت عن برامج تهدف إلى فك العزلة عن العالم القروي وتعزيز الولوج إلى الخدمات الأساسية، لكن حالة الطريق 3535 تعكس فجوة كبيرة بين الخطط المعلنة والتنفيذ على أرض الواقع. هذا الوضع يدعو إلى التساؤل حول الأولويات التنموية للجهات المسؤولة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمناطق المهمشة التي تعاني من ضعف في الاستثمارات.

 

الساكنة المحلية تطالب منذ سنوات طويلة بضرورة إصلاح الطريق وتأهيلها لتلائم احتياجاتهم وتخفف من معاناتهم. يرون أن تحسين حالة الطريق 3535 ليس مجرد مطلب بسيط، بل هو حق أساسي لضمان حياة كريمة وتحقيق تنمية حقيقية. ويؤكد السكان أن التدخل العاجل لإصلاح الطريق سيعود بفوائد كبيرة على الجماعة ككل، حيث سيحسن من مؤشرات التنمية البشرية، ويعزز من القدرات الاقتصادية للسكان، ويضمن وصولهم إلى الخدمات الأساسية بسهولة وأمان.

 

في ظل هذه الظروف، يبقى السؤال المطروح: إلى متى ستستمر هذه الوضعية؟ الطريق الإقليمية رقم 3535 تحتاج إلى تدخل فوري وجاد يعكس التزام الدولة بتوفير بنية تحتية طرقية تلبي احتياجات المواطنين، خاصة في المناطق القروية. الإصلاح العاجل لهذه الطريق لن يكون فقط خطوة نحو تحسين حياة سكان جماعة أولاد أكواوش، بل هو أيضاً مؤشر على مدى جدية الدولة في تحقيق تنمية متوازنة تشمل جميع مناطق المملكة.