
بنكيران يصف دعوات منع مؤتمر “العدالة والتنمية” بسبب حضور “حماس” بـ”قلة الحياء”
أثار عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، جدلاً سياسياً جديداً بعدما وصف الدعوات الموجهة إلى وزارة الداخلية لمنع المؤتمر الوطني التاسع لحزبه بـ”قلة الحياء”، وذلك على خلفية استدعاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر لقيادات من حركة المقاومة الإسلامية (حماس). واعتبر بنكيران أن هذه الانتقادات لا تعكس فقط انزياحاً عن موقف وطني موحد تجاه القضية الفلسطينية، بل تطرح تساؤلات حول التوجه العام الذي قد تسير فيه البلاد.
في كلمته التي أعقبت آخر اجتماع للأمانة العامة للحزب، عبّر بنكيران عن استغرابه من هذه الحملة، مؤكداً أن استضافة ممثلين عن “حماس” لا ينبغي أن تكون مبرراً لمنع مؤتمر حزبي، بل بالعكس، يجب أن ينظر إليها في سياق دعم المقاومة ومساندة الشعب الفلسطيني الذي يعاني ويلات الاحتلال والحرب. وأوضح أن “حماس” حركة مقاومة سقط قادتها شهداء في سبيل الدفاع عن أرضهم، مشدداً على أن استدعاءهم يأتي انسجاماً مع المواقف الثابتة التي عبّر عنها المغرب في أكثر من مناسبة.
وأشار بنكيران إلى أن الدعوات التي تطالب بمنع المؤتمر بسبب حضور “حماس” تفتقر إلى أي منطق سياسي أو أخلاقي، خاصة وأن القضية الفلسطينية تعتبر من القضايا الوطنية الكبرى التي لطالما وحّدت مكونات الدولة المغربية، بما في ذلك المؤسسة الملكية التي تضعها على قدم المساواة مع قضية الوحدة الترابية. وأكد أنه في حال وجود أسباب أخرى أو تحفظات مختلفة، كان يمكن النقاش حولها، لكن الاعتراض على حضور فصيل مقاوم يواجه الاحتلال يثير الاستغراب، بل ويبعث على القلق.
وذهب زعيم حزب “المصباح” أبعد من ذلك، حين طالب وزير الداخلية بمساءلة من يقف وراء هذه الدعوات، باعتبار أن الإجماع الوطني حول فلسطين لا يمكن أن يكون محل مساومة. كما دعا إلى الحفاظ على هذا التوجه الرسمي الذي يعتبر دعم الشعب الفلسطيني قضية مبدئية لا يمكن التراجع عنها.
وفي سياق آخر، علّق بنكيران على ما راج حول رسو سفينة في ميناء الدار البيضاء يُشتبه في أنها تحمل أسلحة موجهة لإسرائيل، معتبراً أن مثل هذه الأمور “لا تُعقل لا من الناحية الأخلاقية ولا من الناحية الشرعية”، محذراً من مغبة التورط في ممارسات قد تمس بمصداقية الموقف المغربي من الصراع في الشرق الأوسط.
وأكد بنكيران في ختام تصريحاته أنه ليس ممن يسعون إلى انتقاد بلادهم، لكنه يرى أن هناك خطوطاً حمراء لا يجب تجاوزها، ودعا إلى التحلي باليقظة وعدم التساهل مع مواقف من شأنها أن تمس بصورة المغرب داخلياً وخارجياً.