
بدء أشغال نفق القطار الجهوي بعين عتيق لتعزيز الربط السككي بضواحي الرباط
Heure du journal - هيئة التحرير
انطلقت بمدينة عين عتيق، بضواحي العاصمة الرباط، أولى عمليات حفر نفق السكك الحديدية ضمن مشروع القطار الجهوي السريع، في خطوة تعكس التحول التدريجي نحو منظومة نقل حضري أكثر تكاملاً وربطاً للمجالات الترابية. هذا الورش، الذي يأتي في سياق إعادة التفكير في وسائل النقل المندمجة بجهة الرباط–سلا–القنيطرة، يُنتظر أن يُحدث نقلة نوعية على مستوى التنقل اليومي للمواطنين، ويعيد رسم الخريطة الحضرية بضواحي العاصمة.
المشروع الجديد، الذي اختير له أن يبدأ من عين عتيق، لا يمثل فقط عملية تقنية لحفر نفق سككي، بل يُجسد توجهاً استراتيجياً يربط بين البنية التحتية والنمو الحضري، حيث يُرتقب أن يُقلل من الضغط المروري المتزايد على المحاور الطرقية بين الرباط وتمارة وعين عتيق والصخيرات، خاصة في ساعات الذروة، وأن يُوفر بديلاً عملياً، سريعاً ومستداماً لساكنة المنطقة.
التصور العام للمشروع يتجاوز منطق الخدمة التقنية إلى أفق أوسع، يُراهن على إعادة تموقع النقل الجهوي كمحرك للتنمية المحلية، وجعل الفضاءات الحضرية الضاحوية أكثر جاذبية للاستثمار، وأقرب إلى مراكز القرار والخدمات الأساسية. فالبعد التنموي حاضر بقوة في هذا الورش، عبر ما يحمله من فرص لتحسين مؤشرات الاقتصاد المحلي وتسهيل انسيابية الحركة اليومية للعمال والطلبة والمستخدمين.
القطار الجهوي السريع، الذي يُعد هذا النفق جزءاً مركزياً في بنيته المستقبلية، يُنظر إليه كمفتاح لإعادة هيكلة منظومة النقل بالجهة، وجعلها أكثر مرونة وتوازناً، مع احترام لمبادئ الاستدامة وجودة الخدمة. مشروع يُنتظر أن يُترجم التزامات الدولة في مجال النهوض بالنقل العمومي، وتحقيق العدالة المجالية بين مراكز الجذب الكبرى وضواحيها، من خلال توفير وسيلة تنقل آمنة، عصرية، ومنتظمة التوقيت.
هذا الإنجاز الأولي لا يخرج عن سياق رؤية كبرى تستهدف تسريع وتيرة تنفيذ الحلول الهيكلية في مجال النقل، والانتقال من مرحلة التصورات النظرية إلى الفعل الميداني. نفق عين عتيق، وإن بدا تفصيلاً هندسياً، إلا أنه يشكل في العمق عنواناً لتحول أعمق في فلسفة الربط المجالي وإعادة الاعتبار لضواحي ظلت لعقود مهمشة في برامج التنمية والنقل.