
الهاكا تبرئ القناة الثانية من سهرة “طوطو” وترفض الرقابة على الفن
Heure du journal - هيئة التحرير
سهرة مثيرة للجدل
أثارت السهرة الفنية لمغني الراب المغربي طه فحصي، المعروف بلقب “طوطو“، والتي بثتها القناة الثانية ضمن فعاليات مهرجان موازين، ردود فعل متباينة لدى عدد من المشاهدين، حيث توصلت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري المعروفة اختصارا بـ“الهاكا” بأزيد من 190 شكاية بين 2 و7 يوليوز الجاري، طالبت فيها جهات متعددة بفتح تحقيق واتخاذ إجراءات عقابية في حق القناة.

قرار الحفظ دون متابعة
وعقب اجتماع لها بتاريخ 17 يوليوز، أعلنت الهيئة عن قرارها بحفظ الشكايات كافة، دون أن تصدر أي عقوبة أو توجيه إنذار للمؤسسة الإعلامية المعنية. واعتبرت “الهاكا” أن السهرة المعنية تم بثها في وقت متأخر من الليل (بعد الساعة 11 مساءً)، وهو توقيت اعتبرته متوافقًا مع مقتضيات البث التي تتيح عرض مضامين موجهة لفئة راشدة من المشاهدين.
الهاكا: لسنا جهاز رقابة فنية
وأكدت الهيئة، في تعليلها للقرار، أن دورها لا يتمثل في تقييم جودة الإبداع الفني أو فرض وصاية على محتوى البرامج الثقافية أو الموسيقية، بقدر ما تسهر على التزام المتعهدين السمعيين البصريين بالقوانين التنظيمية وضمان التوازن بين حرية التعبير وحماية المشاهد، خصوصًا الفئات الهشة كالأطفال.
تحذير للقناة بخصوص التحسيس المسبق
رغم تحفظها على الشكايات، وجّهت “الهاكا” إشعارًا للقناة الثانية بضرورة التحلي بمزيد من الحذر فيما يخص توقيت البث، وكذا التنبيه للمحتوى عبر إشعارات بصرية أو صوتية مناسبة تراعي حساسية بعض الفئات. كما دعت القناة إلى توخي الحيطة في تقديم فقرات قد يُفهم منها أنها ذات طابع مخل أو غير لائق، حتى وإن كانت قانونيا مشروعة.
تباين في المواقف بين الجمهور
الجدل لم يتوقف عند قرار الهيئة، إذ عبّر عدد من النشطاء والمتابعين عن رفضهم لما اعتبروه تساهلًا مع ما وصفوه بـ”تفاهة فنية”، في وقت شدد فيه آخرون على ضرورة احترام حرية الإبداع، والتنبيه إلى خطورة تحويل المؤسسات الرقابية إلى أداة للضغط على الفنون الحديثة أو الثقافة الشبابية.
بين الإبداع وحدود الذوق العام
تجدد هذه الواقعة النقاش حول حدود حرية التعبير في المجال الفني، والتداخل بين حرية الإبداع وواجب احترام الذوق العام، خاصة في بلد تتعدد فيه الحساسيات الثقافية والدينية والاجتماعية. ويبدو أن “الهاكا” اختارت هذه المرة الوقوف في منطقة وسطى، تحترم حرية التعبير، دون أن تتخلى عن دورها في التأطير والتوجيه المهني.



