
المغرب يستهل تحديث النقل الحضري باستلام 257 حافلة جديدة بميناء الدار البيضاء
شهد ميناء الدار البيضاء، اليوم الاثنين 27 أكتوبر 2025، عملية استلام الدفعة الأولى من حافلات الدار البيضاء الجديدة. وبلغ العدد الإجمالي لهذه المركبات 257 حافلة. ويأتي هذا الاستلام في إطار التفعيل الفعلي للبرنامج الوطني الجديد للنقل الحضري العمومي بواسطة الحافلات. يغطي هذا البرنامج الفترة ما بين 2025-2029. وتهدف هذه الخطوة التاريخية إلى تطوير منظومة النقل الجماعي وتحسين جودتها على مستوى مختلف مدن المملكة. بالإضافة إلى ذلك، تؤكد هذه الخطوة على التزام وزارة الداخلية والجماعات الترابية بتنزيل نموذج تنقل مستدام يخدم المواطنين ويراعي متطلبات التنمية الحضرية المتسارعة.
توزيع حافلات الدار البيضاء الجديدة على المدن المستفيدة
وفي التفاصيل، تتطابق الأرقام الخاصة بالتوزيع مع ما تم تداوله عبر المصادر الرسمية، وتشمل ست سلطات مفوضة تستفيد من الشطر الأول. حيث سيتم توزيع حافلات الدار البيضاء الجديدة على المدن التالية:
| المدينة المستفيدة | العدد المستلم |
| تطوان | 68 حافلة |
| طنجة | 56 حافلة |
| مراكش | 49 حافلة |
| بنسليمان | 44 حافلة |
| أكادير | 40 حافلة |
| المجموع | 257 حافلة |
ومن المتوقع أن تدخل هذه الحافلات الخدمة الفعلية خلال الأسابيع القليلة القادمة، وذلك بعد الانتهاء من الإجراءات اللوجستية والتقنية وتجهيز مراكز الصيانة في المدن المعنية. كما أن هذه الدفعة لا تمثل سوى البداية. فمن المخطط استلام حوالي 1000 حافلة إضافية بحلول نهاية العام الجاري وبداية نونبر، مما يعكس تسارع وتيرة تنفيذ البرنامج الوطني.
الأبعاد الاستراتيجية للبرنامج الوطني للنقل الحضري
ويشكل هذا المشروع الضخم لبنة أساسية في إرساء حكامة جديدة للنقل المستدام، ويأتي هذا تماشياً مع التوجيهات الملكية السامية. والتي أكد عليها الملك محمد السادس في رسالته الموجهة إلى المناظرة الوطنية الثانية حول الجهوية المتقدمة في دجنبر 2024. وفي هذا الصدد، تبلغ الكلفة الإجمالية للبرنامج حوالي 11 مليار درهم، وهو يهدف إلى اقتناء نحو 3800 حافلة جديدة لخدمة 84 مدينة وتجمعاً حضرياً عبر المملكة على مدى ثلاث مراحل متتالية.
كما أن الأهمية لا تقتصر على العدد فقط. بل تكمن كذلك في نوعية هذه حافلات الدار البيضاء الجديدة. حيث تتميز بكونها مزودة بأحدث الأنظمة الذكية. وهذا يشمل أنظمة التذاكر الذكية، وأنظمة المساعدة على الاستغلال، وتكنولوجيا إخبار الركاب بشكل فوري. وهذا يضمن خدمات منتظمة وآمنة ومريحة للمواطنين، ويخلق قطيعة مع المشاكل التي كان يعرفها القطاع سابقاً. بالتالي، تساهم هذه الخطوة في دعم خطة إعادة هيكلة الشبكة الحضرية بالمغرب وتعزز مفهوم التنمية الترابية المندمجة.
في الختام، يؤكد وصول حافلات الدار البيضاء الجديدة على التزام المغرب بتوفير وسيلة نقل عمومي ذات جودة عالية. وهذا التزام يستهدف بالأساس تحسين جودة الحياة في المدن الكبرى والصغرى على حد سواء، مما يرسخ مكانة النقل المستدام كأولوية وطنية.




