اقتصاد

المغرب يُدشن أول شاحنة ثقيلة محلية الصنع ‘إكس 6000’ بنسبة تصنيع محلي 40%: خطوة جديدة نحو تعزيز الصناعة الوطنية والاكتفاء الذاتي

أعلنت مجموعة “بريميوم” المغربية بالشراكة مع شركة “شاكمان” الصينية عن تدشين أول شاحنة ثقيلة تُصنع في المغرب تحت مسمى “إكس 6000″، حيث بلغت نسبة التصنيع المحلي فيها 40%. جاء هذا الإعلان في تقرير نشرته جريدة “العلم” في عددها الصادر يوم الإثنين 28 يناير 2025، مما يؤكد حرص المغرب على تعزيز صناعته الوطنية وزيادة الاعتماد على المكونات المحلية. وأشار التقرير إلى أن هذا الإنجاز يأتي في إطار تلبية الطلب المتزايد على الشاحنات الثقيلة داخل السوق المحلي، حيث يعتمد المشروع على الخبرات المغربية المتميزة المدعومة بتقنيات صينية حديثة وعالية الجودة.

 

وتتميز شاحنة “إكس 6000” بتقنيات متطورة تجعلها من أفضل الخيارات لشركات النقل التي تبحث عن الجودة والكفاءة. فهي مزودة بمحرك قوي يوفر استهلاكًا مثاليًا للوقود، مما يسمح لها بالسير لمسافة تصل إلى 800 كيلومتر دون الحاجة للتزود بالوقود. بالإضافة إلى ذلك، تبلغ سرعتها القصوى 120 كيلومترًا في الساعة، كما أنها مجهزة بنظام فرامل قرصية على جميع العجلات لضمان أعلى معايير الأمان أثناء السير.

 

يأتي هذا الإنجاز الصناعي في وقت يعمل فيه المغرب على تعزيز مكانته كمركز إقليمي للصناعة والتكنولوجيا، حيث يسعى إلى زيادة نسبة التصنيع المحلي في مختلف القطاعات، بما في ذلك صناعة السيارات والشاحنات. ويعكس هذا التعاون بين “بريميوم” المغربية و”شاكمان” الصينية الثقة المتزايدة في القدرات الصناعية المغربية، فضلاً عن الرغبة في تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية والآسيوية في مجال التصنيع.

 

ويعتبر إطلاق شاحنة “إكس 6000” خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في صناعة الشاحنات الثقيلة، مما سيسهم في خفض تكاليف الاستيراد وتعزيز الاقتصاد الوطني. كما أن هذا الإنجاز يفتح آفاقًا جديدة للتصدير إلى الأسواق الإفريقية والأوروبية، حيث تشهد هذه الأسواق طلبًا متزايدًا على الشاحنات الثقيلة ذات الجودة العالية.

 

وبهذا الإنجاز، يثبت المغرب مرة أخرى قدرته على المنافسة في السوق العالمية، معتمدًا على خبراته المحلية وشراكاته الدولية الاستراتيجية. ومن المتوقع أن تسهم شاحنة “إكس 6000” في تعزيز قطاع النقل والخدمات اللوجستية في المغرب، مما سينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني بشكل عام.

 

وقد أكد الخبراء أن هذا الإنجاز يعكس التطور الكبير الذي تشهده الصناعة المغربية في السنوات الأخيرة، حيث أصبح المغرب وجهة مهمة للاستثمارات الأجنبية في مجال التصنيع. كما أن هذا المشروع يعد مثالًا ناجحًا للتعاون بين القطاعين العام والخاص، حيث تم توفير الدعم اللازم من قبل الحكومة المغربية لضمان نجاح هذا المشروع.

 

ومن الجدير بالذكر أن المغرب قد حقق تقدمًا كبيرًا في مجال صناعة السيارات في السنوات الأخيرة، حيث أصبح من بين أكبر المصدرين للسيارات في إفريقيا. ويعتبر إطلاق شاحنة “إكس 6000” امتدادًا لهذا النجاح، حيث يسعى المغرب إلى توسيع نطاق صناعته ليشمل الشاحنات الثقيلة أيضًا.

 

وقد أشاد العديد من الخبراء الاقتصاديين بهذا الإنجاز، مؤكدين أن صناعة الشاحنات الثقيلة تعتبر من القطاعات الاستراتيجية التي يمكن أن تسهم بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد الوطني. كما أن هذا المشروع سيوفر فرص عمل جديدة للشباب المغربي، مما سيسهم في خفض معدلات البطالة وتحسين مستوى المعيشة.

 

وقد أكدت مجموعة “بريميوم” أن شاحنة “إكس 6000” ستكون متاحة للبيع في الأسواق المحلية بداية من شهر مارس 2025، مع خطط للتوسع في الأسواق الإفريقية والأوروبية في المستقبل القريب. كما أن الشركة تعمل على تطوير موديلات جديدة من الشاحنات الثقيلة لتلبية احتياجات السوق المتغيرة.

 

وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الإنجاز يعكس التزام المغرب بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث أن شاحنة “إكس 6000” مصممة لتكون صديقة للبيئة، مع تقليل انبعاثات الكربون واستهلاك الوقود. وهذا يتوافق مع الجهود العالمية للحد من التلوث البيئي وتعزيز الاستدامة في قطاع النقل.

 

وقد أعربت العديد من الجهات الدولية عن اهتمامها بهذا الإنجاز، حيث أن صناعة الشاحنات الثقيلة تعتبر من القطاعات الحيوية التي يمكن أن تسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول. ومن المتوقع أن يشهد هذا القطاع نموًا كبيرًا في السنوات القادمة، مع تزايد الطلب على الشاحنات الثقيلة في مختلف أنحاء العالم.

 

وفي الختام، يعتبر إطلاق شاحنة “إكس 6000” علامة فارقة في تاريخ الصناعة المغربية، حيث يؤكد قدرة المغرب على المنافسة في السوق العالمية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في صناعة الشاحنات الثقيلة. ومن المتوقع أن يسهم هذا الإنجاز في تعزيز الاقتصاد الوطني وفتح آفاق جديدة للتصدير والاستثمار في المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى