
حقق المغرب تقدماً ملحوظاً في التصنيفات العالمية المتعلقة بالسلامة والأمن، بعدما أحرز خمس مراتب إضافية في مؤشر السلامة والأمن لسنة 2025، الذي تصدره شركة “CS Global Partners”، المتخصصة في مجال الاستشارات والتسويق الدولي. هذا التحسن يترجم 52.7 نقطة على سلم التنقيط المعتمد، مما يعزز من صورة المغرب كوجهة مستقرة وآمنة ضمن تقارير التقييم الدولي.
ويعد هذا المؤشر أحد المعايير الأساسية ضمن التقرير السنوي للمواطنة العالمية، حيث يشكل إلى جانب جودة الحياة والفرص الاقتصادية والتنقل الدولي، مكونات رئيسية في قياس مستوى الجاذبية والرفاه المرتبط بالدول. ويعتمد المؤشر على تقييم يتراوح بين صفر ومائة نقطة، حيث تمثل النقاط الأعلى دلالة على توفر بيئة آمنة ومطمئنة، فيما تشير المعدلات المتدنية إلى ضعف في مقومات الأمن.
تحسن موقع المغرب في هذا التصنيف يعكس، بشكل مباشر، المجهودات المبذولة على مستويات متعددة، سواء في تعزيز الأمن الداخلي، أو في الحفاظ على مناخ سياسي مستقر ومحيط اجتماعي متماسك. كما أن هذه النتيجة لا تنفصل عن سياسة استباقية في التعامل مع التحديات الأمنية، وتنامي دور المؤسسات الأمنية في الحفاظ على النظام العام ومكافحة التهديدات المحتملة.
في المقابل، يُنظر إلى هذه المعطيات على أنها عامل دعم قوي لمكانة المغرب إقليمياً ودولياً، خاصة في ظل التنافس المتزايد بين الدول على استقطاب الاستثمارات وتطوير السياحة وتنمية علاقات الشراكة الاقتصادية. ولعل التقدم في مؤشر السلامة لا يكتسي طابعاً رمزياً فقط، بل هو عنصر جوهري في بناء الثقة بين الدولة ومحيطها الدولي.
المراقبون يعتبرون أن الحفاظ على هذا النسق التصاعدي يتطلب مواصلة الجهود في مجال العدالة الاجتماعية، وتوسيع نطاق الخدمات الأساسية، فضلاً عن تثبيت مكتسبات الاستقرار على قاعدة تنموية شاملة، تضمن إشراك المواطن في صلب المنظومة وتحفّز على تعزيز الانتماء الوطني في إطار من الكرامة والعدالة.