الصحة

الصحة العالمية تحذر من متحور جديد لكورونا والمغرب مطالب بالاستعداد

Heure du journal

حذّرت منظمة الصحة العالمية من متحور جديد لفيروس كورونا يُعرف باسم “NB.1.8.1″، وذلك بعد تسجيل ارتفاع جديد في حالات الإصابة بكوفيد-19 على المستوى الدولي. وأكدت المنظمة أن هذا المتحور لا يُشكّل حالياً خطراً صحياً يفوق المتحورات السابقة، إلا أنها شددت على أهمية عدم التراخي في الإجراءات الوقائية، خاصة مع تزامن هذا الارتفاع مع النشاط الموسمي المعتاد للفيروس.

وأوضحت المنظمة أن اللقاحات المعتمدة لا تزال فعالة ضد المتحور الجديد، ما يخفف من المخاطر الصحية المحتملة لكنه لا يُلغي الحاجة إلى اتخاذ الحيطة. ودعت المنظمة جميع الدول، ومن بينها المغرب، إلى تعزيز استراتيجيات مكافحة كوفيد-19 عبر دمجها في سياسات التصدي للأمراض التنفسية الموسمية، مع ضرورة تكثيف جهود التوعية الصحية لمواجهة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة التي قد تؤثر على قرارات المواطنين.

في هذا السياق، أوضح الباحث في علم الفيروسات مروان بوخريص أن استمرار تطور الفيروس، رغم غياب مؤشرات على خطورته الفائقة، يُمثل تحدياً ينبغي التعامل معه بجدية من طرف السلطات الصحية المغربية. ولفت إلى أن تدبير المغرب للمراحل السابقة من الجائحة شهد بعض التذبذب، مما يفرض حالياً استعداداً لوجستياً واستباقياً خاصة مع محدودية الطاقة الاستشفائية في بعض المناطق.

وأشار بوخريص إلى أن الارتفاع المسجل في الحالات مرتبط بدينامية موسمية متوقعة، مما يستدعي من المغرب التخطيط المسبق لموجات محتملة مع حلول فصلي الخريف والشتاء. وشدد على أهمية تطوير حملات تطعيم موسمية موجهة للفئات الهشة، خصوصاً كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.

وأكد الباحث أن أحد الجوانب الإيجابية يتمثل في فعالية اللقاحات الحالية ضد المتحور الجديد، ما يسمح للمغرب باستخدام مخزونه من اللقاحات دون الحاجة إلى اقتناء أنواع جديدة في الوقت الراهن. غير أنه نبه إلى أن ضمان فعالية حملات التلقيح يظل رهيناً باستعادة ثقة المواطنين في التطعيم في ظل الانتشار الواسع للمعلومات المغلوطة على مواقع التواصل الاجتماعي.

واعتبر بوخريص أن دمج مكافحة كوفيد-19 ضمن منظومة شاملة للأمراض التنفسية الموسمية يعد توجهاً استراتيجياً ضرورياً للمغرب، سيمكن من تقليص التكاليف اللوجستية والمالية ويُعزز التنسيق بين مختلف المكونات الصحية كالمختبرات ومراكز الرصد الوبائي والمستشفيات. وأبرز أن نجاح هذا التوجه يتطلب تعزيز قنوات التواصل المؤسساتي والمجتمعي مع المواطنين لضمان استجابة سريعة ومتزنة لأي تطورات قد تطرأ على الوضع الصحي مستقبلاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى