
أثار مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً واسعًا في الأوساط المغربية، حيث ظهر فيه والي جهة مراكش آسفي، فريد شوراق، وهو يقوم بنحر أضحية عيد الأضحى رفقة إمام تابع للمجلس العلمي المحلي مباشرة بعد صلاة العيد. الواقعة خلفت موجة من الانتقادات والتساؤلات، خاصة أنها جاءت بعد التوجيهات الملكية الصادرة عن الملك محمد السادس، والتي أعلن فيها عن نيته أداء شعيرة الأضحية نيابة عن الشعب المغربي بأكمله، مع التأكيد الصريح على عدم تكليف أي جهة أخرى بذبح الأضاحي خلال هذا العيد، حفاظًا على صحة القطيع الوطني بالنظر إلى الظروف الصعبة التي مرت بها المملكة في الأشهر الأخيرة.
التعليمات الملكية كانت واضحة وشملت مختلف المؤسسات الدينية والإدارية التي التزمت عموماً بالقرار الملكي، إلا أن الفيديو الذي وثّق لحظة ذبح الأضحية من طرف مسؤول ترابي بارز فتح الباب أمام قراءات متباينة، حيث اعتبره البعض تجاوزًا غير مبرر للبروتوكول الملكي، في حين رأى آخرون أن الأمر قد يكون اجتهادًا شخصيًا يستدعي التوضيح. لحدود الساعة، لم يصدر أي بلاغ رسمي من السلطات المعنية يوضح خلفيات هذه الواقعة أو يفسر سياقها، ما زاد من حدة الجدل والنقاش العمومي حول مدى احترام التعليمات الصادرة عن المؤسسة الملكية.
هذه الحادثة أعادت إلى الواجهة مسألة الالتزام بالبروتوكولات المرتبطة بالمناسبات الدينية والوطنية، خاصة عندما يتعلق الأمر بتوجيهات عليا تكتسي طابعًا خاصًا وتستند إلى اعتبارات صحية واجتماعية دقيقة. في انتظار توضيحات رسمية، يظل الرأي العام متابعًا لهذا الملف، في وقت تتزايد فيه الدعوات إلى احترام دقيق للتعليمات الملكية لما تحمله من رمزية سياسية ودينية لدى المغاربة.