اعلان
اعلان
اقتصاد

أمازون تخفّض آلاف الوظائف.. هل بدأ عصر الاستغناء عن البشر لصالح الذكاء الاصطناعي؟

HEURE DU JOURNAL – متابعة

أعلنت شركة أمازون عن تخفيض آلاف الوظائف الإدارية.
القرار جاء في إطار خطة لإعادة هيكلة الشركة وتوجيه مواردها نحو مشاريع الذكاء الاصطناعي.
هذه الخطوة أثارت نقاشًا واسعًا حول مستقبل الوظائف البشرية في ظل التطور السريع للتقنيات الذكية.


تسريحات واسعة في صفوف موظفي أمازون

بحسب وكالتي رويترز وأسوشيتد برس، قررت أمازون تسريح حوالي 14 ألف موظف إداري.
ويمثل ذلك نحو 4% من القوى العاملة الإدارية بالشركة.
وقد تمت الإشارة إلى احتمال ارتفاع العدد إلى 30 ألف وظيفة خلال الفترة المقبلة.

اعلان

يرى محللون أن هذا القرار يعكس تحوّلًا استراتيجيًا داخل الشركة.
أمازون تريد تقليص النفقات وتعزيز الاستثمار في أنظمة الذكاء الاصطناعي السحابية.
وقال المدير التنفيذي آندي جاسي: “الذكاء الاصطناعي هو التحول الأهم منذ ظهور الإنترنت”.


الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل طبيعة العمل

من الواضح أن أمازون ليست الوحيدة التي تتجه في هذا المسار.
شركات كبرى مثل مايكروسوفت وغوغل وميتا اتخذت خطوات مشابهة.
فقد بدأت هذه الشركات في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لأداء المهام المتكررة مثل البرمجة وخدمة العملاء.

لكن في المقابل، لا يعني ذلك نهاية دور الإنسان.
فالذكاء الاصطناعي ما زال يفتقر إلى الإبداع والتفكير النقدي والتفاعل الإنساني.
إضافة إلى ذلك، تؤكد الدراسات أن التقنية تخلق وظائف جديدة بنفس سرعة اختفاء القديمة تقريبًا.


ماذا يعني ذلك لسوق العمل المغربي؟

رغم أن التأثير المباشر ما زال محدودًا، إلا أن موجة التغيير قادمة لا محالة.
الشركات الدولية في المغرب بدأت تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاجية.
ومن المتوقع أن تتأثر بعض الوظائف الإدارية وخدمات الدعم ومراكز النداء.

لكن في المقابل، ستظهر وظائف جديدة في مجالات تحليل البيانات والبرمجة وتطوير الأنظمة الذكية.
لذلك، يدعو الخبراء إلى الاستثمار في التكوين المهني والتأهيل الرقمي.
كما يحذرون من أن تجاهل هذا التحول قد يخلق فجوة كبيرة في سوق العمل المحلي.


بين التهديد والفرصة

قرارات أمازون تعكس جانبًا من التحول العالمي نحو الأتمتة.
البعض يرى في ذلك خطرًا على ملايين الوظائف، بينما يعتبره آخرون فرصة لتطوير الكفاءات.
من جهة أخرى، يجب أن تواكب الحكومات هذه التغييرات بسياسات دعم وتكوين مستمر.

فالذكاء الاصطناعي لا يلغي دور الإنسان، بل يعيد تعريفه.
والمجتمع القادر على التكيف هو الذي سيتحكم في مستقبل التكنولوجيا، لا العكس.

تؤكد تجربة أمازون أن الذكاء الاصطناعي أصبح ركيزة في الاقتصاد الحديث.
لكنّ الاستغناء عن البشر بالكامل لا يبدو قريبًا.
المعادلة الجديدة تقوم على التعاون بين الإنسان والآلة، وليس الصراع بينهما.

ولذلك، فإن الاستثمار في المعرفة والمهارات الرقمية أصبح الخيار الوحيد للبقاء في سوق العمل الجديد.

اعلان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى