أسامة عمار، مؤسس ‘ذا فاميلي’، تحت التحقيق بتهمة اختلاس ملايين اليوروهات

Heure du journal

أوسامة عمار، الذي يُعتبر أحد الشخصيات البارزة في مجال ريادة الأعمال في فرنسا ومؤسس حاضنة الشركات الناشئة “ذا فاميلي”، تم توقيفه في 26 فبراير 2025 بسبب اتهامات تتعلق بتحويل أموال واختلاس مبالغ ضخمة من شركته. هذه الواقعة فجرت العديد من التساؤلات حول طريقة إدارة الأموال في الشركات الناشئة والممارسات الداخلية للمؤسسات التي تدعي دعم الابتكار والنمو الاقتصادي في فرنسا. ومن خلال هذه الحادثة، أصبح اسم عمار مرتبطًا بمشاكل قانونية قد تؤثر على سمعته الشخصية والمهنية، خاصة في مجال ريادة الأعمال.

 

وفقًا للمصادر التي نقلت الخبر، فإن عمار تم اتهامه بسرقة ما يقرب من 3 ملايين يورو من الأموال المخصصة لدعم الشركات الناشئة التي كانت تحت رعاية “ذا فاميلي”. شركاؤه في الحاضنة اتهموه بارتكاب “خيانة أمانة” و”تزوير واستخدام المزور”، وهو ما يعتبر جريمة مالية خطيرة في القانون الفرنسي. هذا الاتهام كان بمثابة الصدمة للعديد من المتابعين الذين يعرفون عمار كمؤسس إحدى أكثر المنصات نجاحًا في فرنسا لدعم الشركات الناشئة التي استفادت من استثمارات ضخمة وأصبحت محط أنظار في مجتمع ريادة الأعمال.

 

تم توقيف عمار في مطار نيس أثناء عودته إلى فرنسا بعد سفره للخارج، حيث قام رجال الشرطة في فرقة مكافحة الجريمة الذكية (BRDA) بالقبض عليه بناءً على طلب من قاضي التحقيق في المحكمة المالية بباريس. التحقيقات تشير إلى أن أوسامة عمار قام بالتحايل على شركائه والمستثمرين في “ذا فاميلي” من خلال عمليات مالية غير قانونية تتضمن تحويل أموال بطريقة غير مشروعة لمصلحته الشخصية. هذه الحادثة تُعتبر واحدة من القضايا الكبيرة التي قد تساهم في تغيير الصورة التي كانت قائمة عن “ذا فاميلي” باعتبارها واحدة من أهم حاضنات الشركات الناشئة في فرنسا.

 

على الرغم من توقيفه، تم الإفراج عن عمار بعد انتهاء فترة احتجازه الأولى، ولكن التحقيقات القانونية لا تزال مستمرة. ومن المتوقع أن تتسارع وتيرة التحقيقات في الأيام المقبلة للوصول إلى تفاصيل دقيقة حول كيفية تنفيذ عمليات الاختلاس والأموال التي تم تحويلها وكيفية التغطية على هذه العمليات لمدة طويلة دون أن يتم اكتشافها. هذه القضية تفتح بابًا للحديث عن ممارسات الشركات الناشئة وكيفية التعامل مع الأموال المخصصة لدعم الابتكار وتقديم المشورة.

 

ومن الجدير بالذكر أن “ذا فاميلي” كانت تُعتبر من المنظمات الرائدة في مجال ريادة الأعمال في فرنسا، وقد دعمت العديد من الشركات الناشئة التي حققت نجاحات ملحوظة في السوق المحلي والعالمي. ومع ذلك، فإن هذه القضية قد تُلحق ضررًا بالغًا بسمعة المنظمة وقدرتها على جذب المستثمرين الجدد والمواهب الطموحة. ويتساءل البعض عن تأثير هذه الفضيحة على البيئة الاستثمارية في فرنسا وما إذا كانت ستؤدي إلى تشديد الرقابة على الحاضنات والشركات التي تدير الأموال العامة والخاصة.

 

من جانب آخر، يُظهر التحقيق في هذه القضية أهمية تعزيز الشفافية والمساءلة في إدارة الأموال داخل الشركات الناشئة. ففي ظل تزايد حجم الاستثمارات التي تشهدها هذه الشركات، أصبح من الضروري وضع آليات فعالة لضمان استخدام الأموال بشكل قانوني وصحيح. وتعد هذه الحادثة تذكيرًا للجميع بضرورة تقوية الأطر القانونية التي تحكم إدارة المشاريع والشركات، خصوصًا تلك التي تتعامل مع أموال من مستثمرين أو جهات عامة.

 

في الختام، فإن قضية أوسامة عمار هي واحدة من القضايا التي تثير القلق في مجال ريادة الأعمال في فرنسا، وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لتطبيق قوانين أكثر صرامة لضمان نزاهة العمليات المالية وحماية استثمارات المستثمرين. كما أنها تبرز أهمية بناء الثقة بين القائمين على الشركات الناشئة والمستثمرين الذين يضعون أموالهم في أيدي هؤلاء القادة.