في قلب منطقة آيت أمحمد بإقليم أزيلال، يعاني السكان من معاناة يومية بسبب مطمورة الصرف الصحي المتواجدة بالقرب من قسم التعليم الأولي ومنازل التلاميذ. هذه المطمورة، التي كان من المفترض أن تكون حلاً مؤقتاً لتصريف المياه العادمة، تحولت إلى خطر بيئي وصحي يهدد حياة المواطنين، خاصة الأطفال الذين يرتادون المدرسة القريبة منها.
تنبعث من المطمورة الروائح الكريهة بشكل مستمر، مما يجعل الحياة في محيطها شبه مستحيلة. ويُعد هذا الواقع المرير محنة خاصة للأسر القاطنة بجوارها، حيث تزداد معاناتهم من تلوث الهواء الذي يؤثر على صحتهم وصحة أبنائهم. الأطفال الذين يقضون وقتهم في القسم التعليمي المجاور يتعرضون لهذا التلوث بشكل يومي، مما يزيد من مخاوف أولياء الأمور من تداعيات صحية محتملة.
لكن، ما يزيد من معاناة المواطنين هو غياب الحلول الجذرية من طرف الجهات المعنية. على الرغم من تقديم العديد من الشكايات إلى الجماعة المحلية، إلا أن الاستجابة كانت إما غائبة أو محدودة، دون أن يتم النظر في معالجة المشكلة بشكل يضمن حماية صحة السكان. هذه التصرفات تثير استياء الساكنة، خاصة وأن موقع المطمورة يشكل تهديداً واضحاً للمؤسسة التعليمية والمناطق السكنية المجاورة.
في ظل هذا الواقع، يطالب السكان بتدخل عاجل من السلطات المحلية والإقليمية من أجل إيجاد حلول فعلية لهذه الكارثة البيئية. المطالب تشمل تفريغ المطمورة بشكل دوري، تنظيف المنطقة المحيطة بها، فضلاً عن التفكير في إنشاء شبكة صرف صحي حديثة تراعي المعايير البيئية والصحية.
إضافة إلى ذلك، يرى المواطنون أن هذه المشكلة تؤكد الحاجة الملحة لتحسين البنية التحتية في المنطقة، وضمان استدامة الحلول التي تضمن الراحة الصحية للمواطنين والحفاظ على البيئة. فمع استمرار الوضع على ما هو عليه، لا يمكن للساكنة أن تتحمل هذا العبء اليومي لفترة أطول.
إن ما يحدث في آيت أمحمد يسلط الضوء على التحديات البيئية التي تواجه العديد من المناطق في المغرب، ويثير تساؤلات حول مدى اهتمام الجماعات المحلية بتلبية احتياجات المواطنين الأساسية. الأمل يبقى قائماً في أن تتحرك السلطات المعنية سريعاً لإنقاذ الوضع، وتحقيق تحسينات حقيقية تضمن حياة كريمة وآمنة لجميع السكان.