في أجواء مفعمة بالبهجة والاحتفال، نظمت جمعية “سراج” بالتعاون مع المركز الثقافي بسيدي سليمان ليلة فنية مميزة بمناسبة حلول رأس السنة الجديدة، تحت إشراف الفنان القدير يوسف العروصي. السهرة التي استقطبت جمهورًا غفيرًا من مختلف الأعمار والفئات، تحولت إلى تظاهرة ثقافية وفنية أكدت مكانة الفن في تعزيز قيم التواصل والاحتفاء بالتنوع.
انطلقت الأمسية بعروض موسيقية أصيلة، حيث اعتلى المسرح مجموعة من الفنانين الشباب الذين أبدعوا في تقديم لوحات غنائية تمزج بين الطرب المغربي التقليدي والأغاني الحديثة التي لامست أذواق الجمهور. وكان لآلة العود والكمان حضور خاص، حيث أضافت لمسات من الإحساس العميق للعروض المقدمة. وبين فواصل العروض، قدم يوسف العروصي كلمات مؤثرة عن أهمية الفن كوسيلة للتعبير عن المشاعر وتقريب المسافات بين الناس.
لم تكن الموسيقى العنصر الوحيد الذي أضفى جمالية على هذه الليلة، بل قدمت فرق الرقص الشعبي عروضًا مبهرة استحضرت التراث المغربي الغني. الزغاريد التي تخللت الرقصات التقليدية أكدت روح الاحتفال الجماعي، بينما استمتع الحضور بمشاهد استعراضية أبدعت فيها الفرق المشاركة. كانت اللحظة الأبرز حين اجتمعت الفرق كافة في عرض ختامي ألهب الحماس ورسم على الوجوه ملامح الفرحة والإعجاب.
أما على مستوى التنظيم، فقد أثنى الحاضرون على الجهود المبذولة من قبل أعضاء جمعية “سراج” وفريق العمل بالمركز الثقافي. الترتيبات المحكمة والتنسيق الجيد ساهم في خلق أجواء مريحة للحضور، مع توفير كل الشروط اللازمة لإنجاح الفعالية. كما كان هناك ركن مخصص للقاءات الاجتماعية، حيث تبادل الحاضرون التهاني بمناسبة العام الجديد وسط أجواء من الألفة والمودة.
وعبر الجمهور عن إعجابه بهذه المبادرة، معتبرين أن مثل هذه الفعاليات تساهم في نشر البهجة وتعزيز الروابط بين أفراد المجتمع. وأكد العديد من المشاركين أن هذه السهرة كانت فرصة للاسترخاء والاستمتاع بعيدًا عن ضغوط الحياة اليومية، مشيدين بدور الجمعيات الثقافية في تنظيم أنشطة هادفة كهذه.
يوسف العروصي، الذي ترأس السهرة، أعرب في ختام الفعالية عن امتنانه للجمهور ولكل من ساهم في إنجاح الحدث، مؤكدًا أن الهدف الأساسي من هذه المبادرة هو إحياء الثقافة المغربية وتعزيز قيم التلاحم المجتمعي. وأشار إلى أن المركز الثقافي بسيدي سليمان سيستمر في استضافة أنشطة مشابهة تهدف إلى نشر الفنون بمختلف أشكالها وتوفير فضاءات للتعبير الإبداعي.
في النهاية، غادر الحضور المكان وهم محملون بذكريات جميلة وأوقات لا تُنسى، مع أمل في أن يكون العام الجديد مليئًا بالمزيد من الفعاليات التي تجمع بين الفن والإبداع. لقد كانت ليلة رأس السنة في سيدي سليمان احتفالًا حقيقيًا بروح الجماعة وجماليات الثقافة المغربية.