المغرب يستحوذ على 75% من أسهم شركة إسبانية متخصصة في تغذية الحيوانات عبر فرع هولندي للمكتب الشريف للفوسفاط

Heure du journal - خالد وجنا

أعلن المكتب الشريف للفوسفاط المغربي (OCP) عبر فرعه في هولندا عن خطوة استراتيجية جديدة تمثلت في الاستحواذ على حصة إضافية من أسهم شركة “Global Feed SLU” الإسبانية، وهي شركة متخصصة في إنتاج وتسويق منتجات تغذية الحيوانات. وقد رفع المكتب الشريف للفوسفاط حصته الإجمالية في الشركة الإسبانية إلى 75% بعد اقتنائه 25% إضافية من رأسمالها وحقوق التصويت المرتبطة به، مما يمنحه السيطرة الكاملة عليها.

القرار جاء عقب اجتماع عقده مجلس المنافسة المغربي برئاسة نائب رئيس المجلس، عادل بوكبير، حيث تم البت في عدد من الملفات، بما في ذلك قضية استحواذ فرع OCP على الحصة الجديدة من الشركة الإسبانية. وأكد المجلس في بلاغ رسمي أن هذه العملية الاقتصادية المتعلقة باقتناء الحصة الإضافية لا تخضع لإلزامية التبليغ. كما أعلن أن المكتب الشريف للفوسفاط كان قد أخطر المجلس مسبقاً بعملية التركيز الاقتصادي هذه، مما يعكس التزام الشركة بالقوانين المعمول بها في المغرب.

المكتب الشريف للفوسفاط، الذي يتخذ من الدار البيضاء مقراً له، يعد واحداً من أكبر اللاعبين في قطاع الفوسفاط العالمي. وهو ينشط في مجالات متعددة تشمل استخراج وتكرير وتصنيع وتسويق الفوسفاط الطبيعي وحامض الفوسفوريك والأسمدة الفوسفاطية. أما فرعه الهولندي “OCP International Coöperatieve UA”، فقد أنشئ بهدف إدارة المساهمات المالية للمكتب على الصعيد الدولي، رغم أنه لا يمارس أي نشاط فعلي في المغرب.

شركة “Global Feed SLU”، التي تأسست في إسبانيا وتعمل من مقرها في مدينة ويلا، تعد بدورها من الشركات الرائدة في مجال إنتاج وتسويق الأعلاف ومنتجات تغذية الحيوانات. وعلى الرغم من عدم وجود أي نشاط للشركة داخل المغرب، فإن الاستحواذ عليها يشكل خطوة استراتيجية بالنسبة للمكتب الشريف للفوسفاط لتعزيز تواجده في السوق الأوروبية ودعم نشاطاته في قطاع الأعلاف الحيوانية.

هذه الخطوة الاستراتيجية تأتي في سياق سعي المغرب إلى تعزيز موقعه كلاعب رئيسي في الأسواق الدولية، حيث يمتلك المكتب الشريف للفوسفاط رؤية واضحة لتوسيع نطاق نشاطاته خارج الحدود الوطنية. كما يعكس الاستحواذ على “Global Feed SLU” التزام OCP بتطوير قطاع التغذية الحيوانية عبر العالم، وهو ما يتماشى مع استراتيجيته الشاملة لتعزيز الأمن الغذائي العالمي.

الاستثمار الجديد يشير أيضاً إلى اهتمام المكتب الشريف للفوسفاط بتوسيع آفاقه الاقتصادية بعيداً عن القطاعات التقليدية للفوسفاط، حيث يبدو أن الشركة تستهدف تنويع محفظة استثماراتها عبر الاستحواذ على شركات تعمل في مجالات ذات صلة بتعزيز سلاسل القيمة الزراعية. ويُتوقع أن يساهم هذا الاستحواذ في تعزيز قدرات الشركة على توفير حلول مبتكرة لتغذية الحيوانات، ما سيمكنها من الاستجابة بشكل أفضل لاحتياجات الأسواق العالمية.

الصفقة، التي جرت بالتعاون مع مجلس المنافسة المغربي والهيئات المختصة في إسبانيا، تمثل نموذجاً للتعاون الدولي في مجال الاستثمارات الكبرى. وهي تعكس أيضاً الثقة التي يحظى بها المكتب الشريف للفوسفاط على الساحة الدولية كشريك استراتيجي في القطاعات الزراعية والصناعية. كما أن هذه الخطوة تعد دليلاً على قدرة الشركات المغربية على التوسع والابتكار في الأسواق العالمية، مما يعزز من حضور المغرب الاقتصادي والدبلوماسي في المشهد الدولي.

بالنظر إلى الأهمية الاقتصادية لهذه الصفقة، فإنها تفتح آفاقاً جديدة أمام التعاون بين المغرب وإسبانيا، خاصة في مجال تطوير القطاعات المرتبطة بالزراعة وتغذية الحيوانات. كما أن هذه الخطوة ستساهم في تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، مع إمكانية فتح أبواب جديدة أمام الاستثمارات المغربية في السوق الأوروبية.

المكتب الشريف للفوسفاط يواصل التأكيد على استعداده للابتكار ومواكبة التغيرات في الأسواق الدولية. ومن المتوقع أن يكون لهذا الاستحواذ أثر إيجابي على نمو الشركة وزيادة تأثيرها في قطاع التغذية الحيوانية، مما يعكس رؤية المغرب الطموحة لتطوير قطاعاته الإنتاجية ودعم الاقتصاد العالمي في مواجهة تحديات الأمن الغذائي.