
وفاة الممثلة السورية إنجي مراد بعد مضاعفات صحية أثناء الولادة
توفيت الممثلة السورية الشابة إنجي مراد عن عمر يناهز 33 عامًا في أحد مستشفيات العاصمة دمشق، بعد تعرضها لمضاعفات صحية خطيرة أثناء الولادة. شكل خبر رحيلها صدمة في الوسط الفني وبين جمهورها، خاصة بعدما نشرت قبل أيام من وفاتها رسالة مؤثرة عبر حسابها في فيسبوك، كتبت فيها: “أنا أحتضر، سامحوني”، دون أن تفصح عن طبيعة المشكلة الصحية التي كانت تواجهها.
وأعلنت نقابة الفنانين السوريين، فرع دمشق، عن وفاتها عبر منشور رسمي على صفحتها في فيسبوك، حيث جاء فيه: “وفاة الممثلة السورية إنجي مراد، إنا لله وإنا إليه راجعون”. كما نعَتها والدتها، آني أورفلي، التي كتبت عدة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تعبر فيها عن حزنها العميق لفقدان ابنتها، وطلبت من محبيها الدعاء لها.
وبالرغم من أن السبب الرسمي للوفاة لم يُعلن بشكل دقيق، فإن تقارير إعلامية محلية تحدثت عن احتمال إصابتها بمضاعفات طبية خطيرة متعلقة بالحمل والولادة، فيما أشارت مصادر أخرى إلى معاناتها من فيروس رئوي أثر على جهازها التنفسي، مما تسبب في تدهور حالتها الصحية بشكل سريع. ورجحت بعض الصحف الفنية السورية أن تكون الوفاة قد حدثت أثناء الولادة نتيجة مضاعفات لم يتم التحكم فيها طبيًا، وهو ما زاد من صدمة جمهورها الذي لم يكن على دراية بمشاكلها الصحية.
ولدت إنجي مراد في دمشق عام 1992، ودرست في المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث بدأت مشوارها الفني بعد تخرجها، وسرعان ما أثبتت نفسها كواحدة من الممثلات الصاعدات في الدراما السورية. شاركت في عدد من الأعمال التلفزيونية التي نالت استحسان الجمهور، منها مسلسل “عطر الشام”، و”الحرملك”، و”أهل الوفا”، و”ببساطة”، و”بقعة ضوء”، و”كانون”. وكان أداؤها في هذه الأعمال مميزًا، حيث امتلكت موهبة طبيعية وقدرة على تجسيد الشخصيات بعمق وإحساس صادق.
خلال مسيرتها الفنية، عُرفت إنجي مراد بأسلوبها الهادئ والمتواضع، حيث لم تكن من الشخصيات المثيرة للجدل، بل ركزت على عملها وسعت إلى تطوير موهبتها بعيدًا عن الضوضاء الإعلامية. ورغم أنها لم تحصل على أدوار البطولة المطلقة، فإن مشاركاتها كانت دائمًا متميزة وأثرت في الجمهور، حيث امتلكت حضورًا محببًا جعلها واحدة من الوجوه الشابة الواعدة في الدراما السورية.
ومع انتشار خبر وفاتها، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل الحزن والتعازي من قبل جمهورها وزملائها في الوسط الفني، الذين عبروا عن صدمتهم لرحيلها المبكر. العديد من الفنانين كتبوا منشورات ينعون فيها إنجي مراد، مشيرين إلى أخلاقها الطيبة واجتهادها في العمل، ومعتبرين رحيلها خسارة كبيرة للدراما السورية.
فيما تساءل البعض عن مدى توفر الرعاية الطبية المناسبة لإنجي مراد خلال فترة حملها، خاصة مع الإشارات التي تفيد بأنها كانت تعاني من مشاكل صحية خطيرة لم يتم التعامل معها بالشكل المطلوب. وقد أثار ذلك نقاشًا حول أوضاع الرعاية الصحية في سوريا، ومدى توفر الإمكانيات الطبية اللازمة لمواجهة مثل هذه الحالات، خصوصًا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.
بعيدًا عن النقاشات الدائرة حول أسباب الوفاة، تبقى الحقيقة المؤلمة أن الدراما السورية فقدت وجهًا شابًا واعدًا كان بإمكانه أن يحقق المزيد من النجاح لو أُتيحت له الفرصة. ويبقى رحيلها المفاجئ مأساة إنسانية وفنية، خصوصًا أنها كانت في مقتبل العمر، وفي مرحلة كانت تستعد فيها لاستقبال طفلها الأول.
إنجي مراد ستظل حاضرة في ذاكرة جمهورها من خلال أعمالها الفنية، التي ستبقى شاهدة على موهبتها وإبداعها. وبينما يواصل محبوها التعبير عن حزنهم لفقدانها، تبقى سيرتها وابتسامتها العفوية محفورة في قلوب من عرفوها، سواء على الشاشة أو في حياتها الشخصية.