ثقافة وفن

وفاة الفنان مصطفى الزعري بعد صراع طويل مع المرض

توفي الفنان المغربي مصطفى الزعري، اليوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2024، عن عمر يناهز 79 عامًا، بعد صراع طويل مع مرض السرطان. مصطفى الزعري، الذي يعد واحدًا من أبرز الأسماء الفنية في المغرب، تمكن خلال مسيرته الفنية من ترك بصمة عميقة في الساحة الثقافية المغربية، خاصة في مجال الفكاهة الذي اشتهر فيه.

ولد الراحل في 5 نوفمبر 1945 بحي درب السلطان بالدار البيضاء، حيث نشأ وترعرع في أجواء ثقافية وفنية غنية أثرت بشكل كبير على مسيرته الإبداعية. بدأ خطواته الأولى في عالم المسرح والفن رفقة الفنان الكبير الطيب الصديقي، الذي يعد من أعمدة المسرح المغربي. كان الزعري عضوًا بارزًا في فرقة “الإخوة العربية”، التي أسسها عبد العظيم الشناوي، وشارك في العديد من الأعمال المسرحية التي لاقت استحسان الجمهور المغربي.

برز الزعري بشكل خاص من خلال تعاونه مع الفنان الراحل مصطفى الداسوكين، حيث شكلا ثنائيًا مميزًا قدم العديد من الأعمال الفنية التي لا تزال محفورة في ذاكرة المغاربة. هذه الأعمال، التي جمعت بين الكوميديا والدراما، جسدت الحياة اليومية للمغاربة بأسلوب بسيط ومؤثر، مما جعل الزعري من أكثر الشخصيات المحبوبة لدى الجمهور.

في الأشهر الأخيرة، غاب الفنان عن الأنظار بعد أن تم نقله إلى المستشفى العسكري بالرباط في شهر أبريل الماضي لتلقي العلاجات اللازمة. وكان قد أعلن بنفسه عن إصابته بمرض السرطان من خلال مجموعة من التصريحات الإعلامية، حيث ناشد الجماهير بالدعاء له. منذ ذلك الحين، انقطعت أخباره عن الساحة الفنية، تاركًا وراءه قلقًا لدى محبيه الذين ظلوا يتابعون حالته الصحية.

لم يكن الزعري مجرد فنان فكاهي، بل كان رمزًا للعطاء الفني الذي امتد لعقود طويلة، أسهم خلالها في تطوير المشهد الفني المغربي وتعزيز مكانة الفن كوسيلة للتعبير والتواصل مع الجمهور. برحيله، تفقد الساحة الفنية المغربية أحد أعمدتها البارزة، لكن إرثه سيبقى شاهدًا على إبداعه وتأثيره.

مصطفى الزعري سيظل حاضرًا في قلوب المغاربة من خلال أعماله التي جسدت روح الدعابة والحكمة في آن واحد. لقد عاش حياته متواضعًا وقريبًا من الناس، ورحل تاركًا إرثًا فنيًا غنيًا سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى