
وزارة الأوقاف تعلن موعد مراقبة هلال شهر رمضان في المغرب
تستعد المملكة المغربية لاستقبال شهر رمضان المبارك، حيث أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن موعد مراقبة هلال رمضان، وذلك مساء يوم الجمعة 29 شعبان 1446هـ، الموافق 28 فبراير 2025م. وأوضحت الوزارة، في بلاغ رسمي، أنها كلفت القضاة ومندوبي الشؤون الإسلامية عبر مختلف مناطق المملكة بتحري الهلال وإبلاغها بنتائج الرؤية سواء تم إثباتها أو تعذر ذلك، وذلك عبر أرقام الهواتف والفاكس المخصصة لهذا الغرض.
يأتي هذا الإجراء في إطار التقاليد السنوية التي تعتمدها المملكة المغربية لضبط التقويم الهجري بدقة، وفقاً للمقتضيات الشرعية والعلمية. ويعتمد المغرب، كما هو معروف، على الرؤية البصرية المجردة في تحديد بداية الأشهر الهجرية، حيث يتم تكليف فرق متخصصة من العلماء والفقهاء والقضاة لرصد الهلال من أماكن متعددة لضمان دقة المعلومة قبل إعلان القرار الرسمي. وتعتبر هذه المنهجية امتداداً للنهج التقليدي الذي دأبت عليه المملكة، والذي يميزها عن بعض الدول الإسلامية التي تعتمد الحسابات الفلكية بشكل أساسي.
ويتزامن هذا الإعلان مع استعدادات واسعة لاستقبال الشهر الفضيل، حيث تشهد الأسواق المغربية حركة تجارية نشطة، إذ يقبل المواطنون على شراء المنتجات المرتبطة برمضان، من التمور والحلويات التقليدية والمواد الغذائية الأساسية. ويعد رمضان في المغرب مناسبة خاصة تتجدد فيها العادات والتقاليد الاجتماعية، حيث تتزين الموائد بأطباق مميزة مثل “الحريرة”، و”البريوات”، و”الشباكية”، وغيرها من الأطعمة التي أصبحت رمزاً لهذا الشهر.
من جهة أخرى، أعلن الملك محمد السادس عن قرار فتح المساجد التي تم تشييدها حديثاً أو إعادة ترميمها بمناسبة حلول شهر رمضان، في خطوة تعكس العناية الخاصة التي يوليها العاهل المغربي لدور العبادة. ويعد هذا القرار جزءاً من الجهود المستمرة لتعزيز البنية التحتية الدينية في المملكة، بما يضمن توفير أماكن مريحة ومجهزة للمصلين. ومن المتوقع أن تستقبل هذه المساجد أعداداً كبيرة من المصلين خلال الشهر الفضيل، خاصة خلال صلاتي العشاء والتراويح، التي تشهد إقبالاً واسعاً من المغاربة.
ويمثل رمضان في المغرب فترة استثنائية تمتزج فيها الأجواء الدينية والاجتماعية، حيث تكثر العبادات والأعمال الخيرية. وتحرص العديد من الجمعيات الخيرية والمبادرات المدنية على تنظيم موائد إفطار مجانية للفئات المعوزة، كما تشهد المساجد حلقات دينية ودروس وعظية يقدمها علماء وفقهاء لتوجيه الناس وتعزيز القيم الروحية.
ولا تقتصر أجواء رمضان في المغرب على العبادات فحسب، بل تمتد إلى الحياة الاجتماعية، حيث تكثر الزيارات العائلية وتتعزز أواصر القربى بين الأهل والأصدقاء. كما تشهد السهرات الرمضانية حضوراً قوياً للثقافة الشعبية، من خلال العروض الموسيقية والفنية التي تبثها القنوات التلفزيونية، والتي غالباً ما تكون مزيجاً من الكوميديا والبرامج الدينية والتراثية.
وفيما يخص الجانب الاقتصادي، يعتبر رمضان فترة انتعاش للعديد من القطاعات التجارية، حيث يرتفع الإقبال على الأسواق بشكل ملحوظ، كما تنشط تجارة الملابس التقليدية التي يفضل المغاربة ارتداءها خلال هذا الشهر، مثل الجلباب والجبادور والقفطان. وفي المقابل، تضع السلطات المحلية خططاً لضبط الأسعار ومراقبة جودة المنتجات الغذائية تفادياً لأي تلاعب قد يؤثر على المستهلكين.
ويظل إعلان رؤية الهلال لحظة بارزة تحظى باهتمام كبير من المغاربة، حيث ينتظرون البيان الرسمي لمعرفة موعد بداية الصيام، مما يعكس مكانة هذا الشهر الفضيل في وجدان المجتمع. ومع اقتراب موعد التحري، يترقب المواطنون الإعلان الرسمي الذي سيحدد أول أيام رمضان، ليبدأوا معه صفحة جديدة من الروحانية والتلاحم الاجتماعي.



