
أعلنت المملكة المغربية عن إطلاق مشروع ضخم بشراكة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، يهدف إلى بناء محطتين جديدتين للغاز بمدينة طنجة، باستثمار يناهز مليار دولار أمريكي، أي ما يعادل حوالي 1000 مليار سنتيم. ويأتي هذا المشروع ليعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وأبوظبي، والتي تشهد تطوراً متواصلاً في مختلف القطاعات الاقتصادية، لاسيما الطاقية منها.
ويمثل هذا الاستثمار خطوة نوعية نحو تعزيز الأمن الطاقي الوطني، في ظل تزايد الطلب على الكهرباء بسبب التوسع الصناعي والعمراني، خاصة في جهة الشمال. ومن المرتقب أن تُحدث هذه المبادرة تحوّلاً بارزاً في مركب تهدارت لتوليد الكهرباء، الكائن بين طنجة وأصيلة، حيث سترتفع القدرة الإنتاجية من 400 ميغاواط إلى حوالي 1500 ميغاواط، ما يشكل قفزة كبيرة في الأداء الطاقي الوطني.
ويعتمد المشروع على أحدث التقنيات في تحويل الغاز إلى كهرباء، مع احترام صارم للمعايير البيئية الدولية، مما يعزز موقع المغرب كفاعل إقليمي في مجال الطاقة النظيفة والمستدامة بشمال إفريقيا. كما يُتوقع أن يُسهم في خلق فرص شغل جديدة، سواء خلال مرحلة الإنشاء أو عند بدء التشغيل، بالإضافة إلى تحفيز الاقتصاد المحلي عبر سلاسل من الخدمات والتدفقات الاستثمارية المرافقة.
ويأتي هذا التوجه ضمن رؤية استراتيجية مغربية تروم تنويع مصادر الطاقة، وتقليص الاعتماد على الطاقات التقليدية، مع توطيد علاقات التعاون مع دول الخليج في ميادين حيوية واستراتيجية. كما يندرج في سياق تحولات إقليمية ودولية، تسعى فيها الدول إلى تأمين حاجياتها الطاقية، وتقوية مناعتها تجاه أي اضطرابات محتملة في الأسواق العالمية.
ويُنتظر أن يمنح هذا المشروع المملكة مرونة أكبر في تدبير متطلباتها الطاقية، ويدعم طموحها في الانتقال نحو نماذج طاقية أكثر استدامة، في انسجام مع التزاماتها الدولية في مجال البيئة والتنمية المستدامة.