
مسير مقهى بسلا يضع حداً لحياته باستخدام سم الفئران في ظروف غامضة
في واقعة هزت سكان المدينة العتيقة بسلا، أقدم مسير مقهى معروف على وضع حد لحياته باستخدام سم الفئران، تاركاً وراءه حالة من الصدمة والأسئلة المفتوحة حول الدوافع الحقيقية التي دفعته إلى اتخاذ هذا القرار المأساوي. الحادث وقع في إحدى زوايا المدينة العتيقة، حيث يعد المقهى الذي كان يديره الضحية ملتقى للعديد من سكان الحي وزواره، ما جعل الخبر ينتشر بسرعة ويثير موجة من الحزن والاستغراب بين الجميع.
السلطات المحلية هرعت إلى مكان الحادث فور تلقيها الخبر، حيث تم العثور على الجثة داخل المقهى. وقد أكد الحاضرون أن الضحية لم يظهر أي إشارات واضحة على معاناته من مشاكل نفسية أو اجتماعية قد تدفعه إلى الانتحار. ومع ذلك، أشار بعض معارفه إلى إمكانية وجود ضغوط مالية أو شخصية كان يعاني منها في صمت، وهي فرضيات لا تزال غير مؤكدة وتنتظر نتائج التحقيق.
تم نقل الجثة إلى مستودع الأموات بمستشفى المزرعة بناءً على تعليمات النيابة العامة لإجراء التشريح الطبي. الخطوة تأتي في سياق البحث عن أدلة قد تساعد في الكشف عن الأسباب الحقيقية وراء الحادث. وفي الوقت نفسه، فتحت السلطات الأمنية تحقيقاً معمقاً من خلال الاستماع إلى أفراد أسرته وأصدقائه وزملائه، بهدف تجميع المعطيات اللازمة لفهم ملابسات القضية.
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في المغرب، حيث تزايدت في السنوات الأخيرة معدلات الانتحار، ما يثير القلق بشأن تفاقم الأزمات النفسية والاجتماعية التي يعاني منها الأفراد. وتشير تقارير خبراء علم النفس والاجتماع إلى أن الضغوط الاقتصادية، والعزلة الاجتماعية، وغياب الدعم النفسي هي من بين العوامل الرئيسية التي تدفع البعض إلى إنهاء حياتهم. وفي هذا السياق، يبرز التساؤل حول الدور الذي يمكن أن تلعبه الجهات المعنية والمجتمع ككل في تقديم الدعم اللازم للأفراد الذين يواجهون أزمات مماثلة.
بالعودة إلى الواقعة، فإن سكان المدينة العتيقة عبروا عن حزنهم العميق لهذه الخسارة المفاجئة، مؤكدين على أن الضحية كان شخصاً محبوباً ومعروفاً بأخلاقه الطيبة وعلاقاته الجيدة مع الجميع. كما عبّر البعض عن شعورهم بالعجز تجاه تقديم المساعدة له في الوقت المناسب، مشددين على ضرورة تعزيز الوعي بقضايا الصحة النفسية والعمل على خلق بيئة تتيح للمتضررين طلب المساعدة دون خوف أو خجل.
يبقى التحقيق في الحادث مستمراً، بينما يواصل أقارب الضحية وأصدقاؤه انتظار الإجابات التي قد تلقي الضوء على الغموض الذي يلف هذه الواقعة الأليمة. وفي غياب هذه الإجابات، تبقى القصة تذكيراً مؤلماً بحجم المعاناة التي قد يخفيها البعض خلف واجهات تبدو عادية، داعية المجتمع إلى الالتفات بجدية أكبر لقضايا الصحة النفسية ودعم الفئات الهشة نفسياً واجتماعياً.