مجتمع

قوات الأمن تمنع مسيرة طلابية بالرباط دعماً لفلسطين ورفضاً للتطبيع

شهدت العاصمة المغربية الرباط حدثاً طلابياً بارزاً، يوم الثلاثاء 8 أبريل 2025، حيث منعت قوات الأمن مسيرة نظمها فصيل منظمة التجديد الطلابي فرع الرباط، استجابة لنداء “النفير العام” الذي أطلقه مكتب العمل الشبابي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”. كان من المقرر أن تنطلق المسيرة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس، مروراً بكليتي الحقوق وعلوم التربية وغيرها من الكليات في مدينة العرفان، لكن الحصار الأمني حال دون تحقيق ذلك. الطلاب، الذين التفوا حول قضيتهم ملتحفين الكوفيات الفلسطينية، رفعوا أصواتهم عالياً بهتافات تعبر عن رفضهم للقمع والتطبيع مع الكيان الصهيوني، من قبيل “رغم القمع رغم الحصار الطالب لن ينهار” و”الطالب يريد إسقاط التطبيع”.

لم يقتصر الأمر على الرباط وحدها، بل امتد الاحتجاج ليشمل مدناً أخرى مثل تطوان وسطات، حيث خرج طلاب جامعة عبد المالك السعدي والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير للتعبير عن موقفهم الرافض لسياسة التطبيع الرسمية، وتنديداً بما وصفوه بحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. الطلاب المحتجون تساءلوا عن سبب تواجد قوات الأمن بكثافة أمام بوابات الجامعات، معتبرين أن رفع الصوت دعماً للقضية الفلسطينية لا يبرر هذا الحضور الأمني المكثف، وأكدوا على رسالتهم بالتحدي والمواجهة ضد أي محاولات لكتم أصواتهم.

في سياق متصل، أشاد المحتجون بموقف المهندسة ابتهال أبو السعد التي عبرت عن رفضها لسياسات شركة مايكروسوفت، حيث رفعوا لافتة تحمل صورتها وعبارة “بسلاح العلم والمعرفة ننصر غزة وندعم المقاومة”. هذا التضامن يعكس مدى ارتباط الحركة الطلابية المغربية بالقضايا العادلة، سواء على المستوى الوطني أو الأممي. وقد دعت منظمة التجديد الطلابي، إلى جانب المبادرة الطلابية لنصرة قضايا الوطن والأمة، جميع فروعها في الجامعات المغربية، وكذلك الطلاب والأساتذة ومكونات الجسم الجامعي، إلى المشاركة الفعالة في إضراب وطني شامل، للتعبير عن موقف موحد ضد العدوان الصهيوني.

هذا الحراك الطلابي يأتي في وقت تشهد فيه الساحة السياسية المغربية نقاشات متزايدة حول القضية الفلسطينية، حيث طالبت فرق المعارضة في مجلس النواب بعقد جلسة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، بينما يواصل المغاربة في مختلف المدن التعبير عن رفضهم لأي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال. ومع استمرار الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، التي أودت بحياة العشرات، يبدو أن الحركة الطلابية مصممة على تصعيد احتجاجاتها، مؤكدة أن صوت الشباب لن يصمت أمام القمع أو الحصار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى