ثقافة وفن

غضب مغربي واسع بعد تصريحات مستفزة لهالة سرحان

أثار التصعيد الإعلامي الأخير من قبل الإعلامية المصرية هالة سرحان غضباً واسعاً في الأوساط المغربية، بعد تصريحات وصفت بالمستفزة والمسيئة للمرأة المغربية، خاصة عقب تعليقها على قضية انفصال الفنانة بسمة بوسيل عن المغني المصري تامر حسني. التصريحات جاءت في سياق دفاعها عن تامر حسني، إلا أنها حملت في طياتها إساءة واضحة لبوسيل وللمغربيات بصفة عامة، مما أثار ردود فعل قوية على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

القصة بدأت عندما تحدثت بسمة بوسيل عن تجربتها الزوجية مع تامر حسني، مشيرة إلى تعرضها للخيانة والظلم خلال زواجهما، وهو ما دفعها لفقدان الثقة بنفسها والشعور بأنها كانت ضحية علاقة غير متكافئة. هذه التصريحات لقيت تفاعلاً واسعاً في المغرب، حيث عبر كثيرون عن دعمهم لها، معتبرين أنها كانت تعيش تحت ضغط نفسي كبير خلال فترة زواجها، قبل أن تقرر أخيراً الحديث عن معاناتها علناً.

 

في المقابل، اختارت هالة سرحان الرد بطريقة حادة، حيث سخرت من تصريحات بوسيل واتهمتها باستغلال زواجها من تامر حسني لتحقيق الشهرة. كتبت سرحان في منشور لها: “عيب عليكي، أنتي بتلعبي مع نجم النجوم حبيب الملايين تامر حسني، وفاكرة نفسك صاحبة الفضيلة والأخلاق الحميدة، وجاية تتكلمي في سمعة ابننا الغالي؟ لا يا شاطرة، أنتِ تزوجتيه بهدف الشهرة واستخدمتيه كوسيلة لتحقيق ذلك، لكن في النهاية مجرد فقاعة وانفجرت”.

 

هذه الكلمات أثارت غضب الجمهور المغربي الذي رأى فيها استصغاراً واضحاً للمرأة المغربية وتقليلاً من شأن بسمة بوسيل، التي حققت نجاحات بعيدة عن اسم تامر حسني، خاصة في عالم الموضة والتجميل. لكن ما زاد من تأجيج الموقف هو إعادة نشر هالة سرحان تغريدة تضمنت إساءة مباشرة للمغربيات، حيث وصفتهم بـ”أرذل الشعوب”، وهو ما اعتبره المغاربة تجاوزاً غير مقبول لكل الخطوط الحمراء.

 

سرعان ما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بردود فعل غاضبة، وامتلأ حساب هالة سرحان بتعليقات ترفض الإساءة للمرأة المغربية، وتدعو إلى الاعتذار فوراً. لم يقتصر الغضب على العامة فقط، بل عبر العديد من الشخصيات الإعلامية والفنية المغربية عن استنكارهم الشديد لهذه التصريحات، معتبرين أنها تعكس نظرة دونية واستعلائية لا يمكن السكوت عنها.

 

في هذا السياق، طالبت بعض الأصوات الحقوقية والجمعيات النسوية باتخاذ موقف واضح إزاء هذه الإهانة، مشيرين إلى أن هذه الحادثة تكشف ازدواجية بعض الجمعيات التي تدافع عن حقوق النساء في قضايا معينة، لكنها تلتزم الصمت حين يكون الاعتداء موجهاً ضد المغربيات في الخارج.

 

من جهتها، لم تبقَ بسمة بوسيل صامتة أمام هذا الهجوم، بل ردّت بطريقة ساخرة على منشورات هالة سرحان، قائلة: “ابتعدوا عن بواريك كوبري سرحان يا جماعة مضروبة”، في إشارة إلى محاولاتها المستمرة للدفاع عن تامر حسني على حسابها الشخصي. رد بوسيل لقي تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل، حيث رأى الكثيرون أنها استطاعت الرد بذكاء على محاولة النيل منها ومن كرامة المغربيات.

 

ورغم تصاعد الغضب والمطالبات باعتذار رسمي، لم تصدر هالة سرحان أي توضيح أو اعتذار حتى الآن، ما زاد من حدة الأزمة وجعلها تتصدر قائمة المواضيع الأكثر نقاشاً على المنصات الرقمية في المغرب. يرى البعض أن هذه الأزمة هي امتداد لمسلسل طويل من التصريحات الاستفزازية التي تصدر عن بعض الإعلاميين المصريين تجاه المغرب، في حين يعتقد آخرون أن هذه الحادثة قد تدفع إلى إعادة النظر في العلاقات الإعلامية والثقافية بين البلدين.

 

بعيداً عن الجدل الإعلامي، تبقى هذه الواقعة شاهداً على حساسية القضايا المتعلقة بكرامة المرأة المغربية، ومدى استعداد المغاربة للدفاع عنها في مواجهة أي محاولة للنيل منها، سواء كانت من شخصيات إعلامية أو منصات أجنبية. ومع استمرار الضغوط والمطالبات بالاعتذار، يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كانت هالة سرحان ستتراجع عن تصريحاتها، أم أنها ستختار التزام الصمت رغم العاصفة الإعلامية التي أثارتها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى