ثقافة وفن

عرض فيلم “جلال الدين” للمخرج حسن بنجلون بسيدي سليمان: إنجاز فني يثري الثقافة المغربية

شهد المركز الثقافي بمدينة سيدي سليمان حدثًا استثنائيًا تمثل في عرض فيلم “جلال الدين” للمخرج المبدع حسن بنجلون، وهو عمل سينمائي يحمل بين طياته قضايا اجتماعية وثقافية تعكس ملامح الهوية المغربية. يأتي هذا العرض في إطار شراكة مثمرة بين الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، في مسعى لدعم الفن السابع وتعزيز مكانة السينما المغربية كوسيلة للتعبير عن قضايا المجتمع وهمومه.

تميزت الأمسية السينمائية بحضور المخرج حسن بنجلون، الذي شارك الجمهور تفاصيل رحلته الإبداعية في إخراج هذا العمل الذي يتناول قضايا تلامس عمق الواقع المغربي. عرض الفيلم جاء فرصة للتقريب بين عشاق السينما والمبدعين، حيث أتيحت للجمهور فرصة مناقشة الفيلم مع مخرجه وتبادل الآراء حول الرسائل التي يحملها والطريقة التي عُولجت بها درامياً.

الفيلم، الذي لاقى استحسانًا واسعًا من الحاضرين، نجح في تقديم رؤية فنية مبتكرة تمزج بين الدراما الواقعية والتعبير السينمائي الراقي. تناول “جلال الدين” قضايا متجذرة في المجتمع المغربي بأسلوب يتجاوز السطحية إلى الغوص في الأعماق، مسلطًا الضوء على قضايا الهُوية والتغيير الاجتماعي، في وقت تشهد فيه البلاد تحولات ثقافية واقتصادية كبيرة. هذا المزج بين الموضوعية الفنية والدرامية أعطى للفيلم طابعًا خاصًا جعله محط إعجاب وتقدير الجمهور، الذين أبدوا إعجابهم بالجرأة الفنية التي تميز بها.

المناقشة التي أعقبت العرض فتحت الباب أمام تساؤلات حول واقع السينما المغربية ودورها في تعزيز الهوية الثقافية، خاصة في ظل التطور التكنولوجي المتسارع والتحديات التي يفرضها الإنتاج العالمي. حسن بنجلون أكد في مداخلته أن السينما ليست مجرد وسيلة ترفيهية، بل هي أداة قوية للتغيير الاجتماعي والحفاظ على الهوية الثقافية، موضحًا أن “جلال الدين” جاء ليكون مرآة تعكس واقعًا مليئًا بالتحديات والآمال.

الحدث شكّل أيضًا فرصة للتأكيد على أهمية تعزيز دعم الإنتاجات السينمائية الوطنية وخلق فضاءات للتواصل بين المبدعين والجمهور. فالمركز الثقافي بسيدي سليمان، الذي احتضن هذا العرض، أثبت مجددًا قدرته على أن يكون منبرًا للتعبير الفني وميدانًا للنقاش الثقافي، وهو ما يعزز من مكانة المدينة كفاعل في المشهد الثقافي الوطني.

ختامًا، يبقى عرض فيلم “جلال الدين” بسيدي سليمان خطوة إضافية نحو تعزيز دور السينما في صياغة خطاب ثقافي يعكس التعددية والثراء اللذين يميزان المغرب. وهو دعوة صريحة للجهات المعنية لدعم مثل هذه المبادرات التي تقوي جسور التواصل بين الفن والمجتمع.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى