
سعيد الناصري يكشف أمام المحكمة تلقيه مليارًا و800 مليون سنتيم هبة من سعودي دون ذكر اسمه
Heure du journal
أمام أنظار غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء، كشف سعيد الناصري، الرئيس السابق لنادي الوداد البيضاوي والمعتقل احتياطيا على خلفية قضية ترتبط بشبكة دولية للاتجار في المخدرات يتزعمها الملقب بـ”إسكوبار الصحراء”، عن توصله بهبة مالية ضخمة من مواطن سعودي بلغت قيمتها مليارًا و800 مليون سنتيم.
الناصري أوضح خلال مثوله أمام المحكمة أنه يفضل عدم الكشف عن هوية المواطن السعودي الذي قدّم له المبلغ، مشيرا إلى أنه مستعد للإفصاح عن الاسم في حال طلبت المحكمة أو النيابة العامة ذلك، لكنه اختار التحفظ عليه احترامًا لما وصفه بـ”علاقات الصداقة التي تجمع بين هذا الشخص والمغرب”، وتفاديًا لأي بلبلة قد تثار في حال الكشف عن هويته.
وخلال جلسة الاستماع، شدّد الناصري على أن المبلغ الممنوح كان عبارة عن هبة، دون أن يشير إلى طبيعة العلاقة التي تجمعه بالجهة المانحة أو الأسباب الكامنة وراء تقديم هذا الدعم المالي الضخم، وهو ما أثار تساؤلات قانونية بشأن مصدر الأموال ومآل استخدامها، في ظل الاتهامات الثقيلة الموجهة إليه في هذا الملف المعروض على القضاء.
القضية، التي يتابعها الرأي العام باهتمام كبير، تأتي في سياق تحقيقات موسعة تباشرها السلطات القضائية والأمنية بخصوص شبكة يشتبه في ضلوعها في تهريب المخدرات على الصعيدين الوطني والدولي، وتشمل أسماء وازنة من عالم المال والرياضة والفن، وهو ما يمنح للقضية أبعادًا تتجاوز الجوانب الجنائية لتلامس قضايا الشفافية والمسؤولية الأخلاقية في مواقع النفوذ.
وفي انتظار استكمال باقي جلسات الاستماع والتقارير التقنية والمالية التي من شأنها توضيح تفاصيل أكبر حول المعاملات المشبوهة المرتبطة بهذا الملف، يبقى موقف الناصري من الهبة السعودية محل جدل واسع، خصوصًا في ظل رفضه الكشف عن المانح، وما إذا كان لذلك علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالأنشطة الإجرامية التي تشكل موضوع المتابعة القضائية.