حادث مروع في مطار تورونتو: طائرة دلتا تخرج عن مسارها أثناء الهبوط وتخلف 18 مصابًا
Heure du journal
شهد مطار تورونتو الدولي في كندا يوم امس الاثنين حادثًا مروعًا لطائرة تابعة لشركة دلتا إيرلاينز، حيث خرجت الطائرة عن مسارها أثناء هبوطها. الطائرة، التي كانت تقوم برحلة من مدينة مينيابوليس في ولاية مينيسوتا الأمريكية إلى تورونتو، كانت تحمل على متنها 80 شخصًا، من بينهم 76 راكبًا و4 من أفراد الطاقم. الحادث وقع في وقت متأخر من بعد الظهر، على مدرج مغطى بطبقة خفيفة من الثلج، ما جعل الحادث أكثر تعقيدًا وصعوبة.
الطائرة، التي كانت من طراز “بومباردييه CRJ900” وتشغلها شركة “إنديفور إير”، فقدت توازنها عند الهبوط وانقلبت على ظهرها، مما أدى إلى انبعاث الدخان من مؤخرة الطائرة التي تعرضت لتدمير جزئي. كما تضررت أحد الأجنحة، بينما كانت المياه تتدفق على الطائرة من خلال مدافع المياه التي استخدمها رجال الإطفاء لإخماد أي حريق محتمل. ورغم مشهد الحادث الصادم، لم تُسجل أي حالات وفاة، إلا أن 18 شخصًا أصيبوا، من بينهم ثلاثة أشخاص حالتهم خطيرة.
من بين المصابين، كان هناك طفل تم نقله إلى المستشفى بحالة حرجة، إضافة إلى رجل في الستينات من عمره وامرأة في الأربعينات من عمرها اللذين تعرضا لإصابات خطيرة أيضًا. وفقًا للمسعفين الذين تم إرسالهم إلى موقع الحادث، تم نقل المصابين بواسطة ثلاث طائرات هليكوبتر واثنين من سيارات الإسعاف. أما بقية المصابين فقد كانوا يعانون من إصابات طفيفة أو متوسطة، وتم نقلهم إلى مستشفيات المنطقة لتلقي العلاج اللازم.
من جانبها، أعلنت إدارة المطار أن حركة الطائرات توقفت لفترة من الزمن إثر الحادث، مما أثر على جدول الرحلات الجوية بشكل كبير. ومع ذلك، تم استئناف العمليات الجوية في وقت لاحق من نفس اليوم بعد إزالة الطائرة المتضررة من المدرج، لكن تم الإعلان عن إغلاق بعض المدارج لفترة طويلة حتى يتمكن المحققون من دراسة ملابسات الحادث.
حتى هذه اللحظة، لم تقدم السلطات أي توضيحات بشأن أسباب الحادث. وقد أشار توماس آيتكين، رئيس قسم الإطفاء في المطار، إلى أنه من المبكر جدًا التوصل إلى استنتاجات حول سبب الحادث، مؤكدًا أن الظروف الجوية كانت صعبة ولكن لا توجد مؤشرات على أن الرياح الجانبية كانت سببًا رئيسيًا. كما أشار إلى أن المدرج كان جافًا في وقت الحادث، وهو ما يثير تساؤلات حول كيفية حدوث مثل هذا الحادث في ظروف كانت تبدو آمنة.
في الوقت نفسه، أكدت السلطات المحلية أن الحادث سيخضع لتحقيقات دقيقة من قبل فرق التحقيق التابعة للطيران المدني الكندي، حيث سيقوم المحققون بمراجعة جميع العوامل التي قد تكون ساهمت في وقوع الحادث، بما في ذلك حالة الطائرة، وسلوك الطاقم، وظروف الطقس في لحظة الهبوط. وقد أشار بعض الخبراء إلى أن الطقس العاصف والثلوج قد تكون قد أثرت على قدرة الطيارين على السيطرة على الطائرة أثناء الهبوط، مما أدى إلى انحراف الطائرة عن مسارها.
فيما يتعلق بالتأثيرات على حركة الطيران، أكد المسؤولون في المطار أن الحادث أدى إلى إلغاء وتأخير العديد من الرحلات، خاصة مع استمرار إغلاق بعض المدارج بعد الحادث. وقد تم اتخاذ جميع التدابير الأمنية اللازمة لضمان سلامة الركاب والطواقم الجوية الأخرى. ومع أن حركة الطيران بدأت تعود تدريجيًا إلى طبيعتها بعد ساعات قليلة من الحادث، إلا أن التحقيقات ستستمر لتحديد الأسباب الحقيقية لهذا الحادث المروع.
من الواضح أن الحادث ترك الكثير من التساؤلات، خصوصًا حول كيفية حدوث انقلاب للطائرة عند الهبوط على مدرج جاف. قد تكون هذه الحادثة بمثابة تذكير للجميع بأهمية فحص الظروف الجوية وتأثيرها على عمليات الطيران، خاصة في الأماكن التي تشهد ظروفًا مناخية قاسية مثل الثلوج والعواصف.