اعلان
اعلان
اقتصاد

تقنين الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي يثير جدلاً واسعاً بين المزارعين والبرلمان بالمغرب

تقنين الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي يثير انقساما حادا بين مزارعي هذه النبتة بالمغرب، الذين انخرطوا في ورش تقنين زراعتها لاستعمالات طبية وصناعية. هذا النقاش تصاعد مؤخرًا مع تحركات دينامية “من أجل فتح نقاش عمومي للاستعمال الترفيهي للقنب الهندي”، التي بدأت بعقد لقاءات مع الأحزاب السياسية والفرق البرلمانية لدفع النقاش حول رفع تجريم الاستهلاك الترفيهي لهذه المادة.

 

اعلان

تشمل هذه المطالب الاعتراف بالاستهلاك التقليدي للقنب الهندي، الذي يعتمد في معظمه على تدخين “السبسي”، وهو ممارسة واسعة النطاق بين المغاربة، وفق ما يراه المؤيدون خطوة قد تساهم في زيادة دخل المزارعين والتقليل من الاتجار غير المشروع في المخدرات. في المقابل، يشير معارضو هذا التشريع إلى غموض المقصود بالاستهلاك الترفيهي والتقليدي، داعين إلى التريث وانتظار تقييم أثر التقنين الطبي والصناعي على المناطق المعنية.

 

فريد أحيثور، رئيس تعاونية “تيزي إفري كوب” بجماعات منطقة صنهاجة الريف بإقليم الحسيمة، يؤكد دعمه لمطلب تشريع الاستعمال التقليدي. ويستند في موقفه إلى تجارب شخصية لسكان ظلوا يستخدمون القنب الهندي بالطريقة التقليدية لعقود دون ظهور أضرار صحية ملحوظة عليهم. بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أن بعض المستشفيات الأوروبية تستخدم منتجات القنب الهندي لعلاج أمراض خطيرة مثل السرطان. أحيثور يعتبر أن تشريع الاستعمال التقليدي سيساهم في تحسين أوضاع المزارعين الاقتصادية، عبر تأمين دخل يومي مستقر، مع الحد من استغلالهم من قبل تجار المخدرات غير القانونيين.

 

في المقابل، يعتقد عبد اللطيف أظبيب، رئيس تعاونية “أظبيب” بزراعة القنب الهندي بجماعة إساكن إقليم الحسيمة، أن النقاش حول تشريع الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي ما يزال ضبابيًا. ويشير إلى أن “السبسي” موجود بالفعل ويُستخدم على نطاق واسع رغم حظره قانونيًا. ويرى أن الأولوية يجب أن تكون لتعزيز البنية التحتية، مثل التعليم والمستشفيات والطرق، قبل المضي في نقاش تقنين الاستعمال الترفيهي.

 

يرى أظبيب أن تحقيق أهداف التنمية المحلية لا يعتمد فقط على تقنين زراعة القنب الهندي، بل يحتاج إلى تقييم أثر السياسات الحالية على المزارعين، وتحقيق نتائج ملموسة تسهم في تحسين حياتهم. كما يدعو إلى معالجة القضايا خطوة بخطوة، بدلًا من التسرع في إدخال تغييرات قد تؤدي إلى نتائج غير مدروسة.

 

النقاش حول تشريع القنب الهندي للاستعمال الترفيهي يواجه انقسامًا على مستويات مختلفة، بما في ذلك البرلمان المغربي، حيث تتباين مواقف الأغلبية والمعارضة حول الموضوع. ويرى البعض أن التحول نحو تشريع هذه المادة يهدف إلى تحجيم السوق السوداء، وإدخال عائدات إضافية للدولة، في حين يعبر آخرون عن مخاوفهم من التبعات الاجتماعية والصحية لهذا القرار.

 

هذا النقاش يكشف عن تحديات أعمق تتعلق بتوازن المصالح الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في ظل ارتفاع المطالب بضرورة تحقيق تنمية شاملة في المناطق الزراعية المعنية. وبينما يستمر الجدل، يبقى التساؤل حول ما إذا كانت هذه الخطوة ستساهم فعلاً في تحسين أوضاع المزارعين والاقتصاد الوطني أم ستفتح الباب لمزيد من التحديات.

 

اعلان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى