تراجع حاد في القيمة التسويقية لحكيم زياش بعد سنوات من التألق والانتقالات المتتالية

Heure du journal

شهدت القيمة التسويقية لحكيم زياش، النجم المغربي الذي تألق في الملاعب الأوروبية، انخفاضًا حادًا خلال السنوات الأخيرة، حيث انتقل من كونه أحد أغلى اللاعبين المغاربة إلى فقدان جزء كبير من قيمته السوقية. وفقًا لآخر تحديث من موقع “ترانسفير ماركت”، تراجعت قيمة زياش من 50 مليون يورو في ديسمبر 2019 إلى 5 ملايين يورو بحلول ديسمبر 2024، وهو انخفاض يعكس التحولات التي شهدتها مسيرته الكروية خلال تلك الفترة. هذا التراجع الكبير يعكس التحديات التي واجهها اللاعب، سواء من حيث الإصابات أو التغيرات التكتيكية التي أثرت على مردوده الفني في الأندية التي لعب لها.

 

بداية التألق الحقيقي لحكيم زياش كانت مع أياكس أمستردام، حيث قدم مستويات رائعة جعلته محط أنظار كبار الأندية الأوروبية. بفضل أدائه المميز، انتقل إلى تشيلسي الإنجليزي في صيف 2020 مقابل حوالي 40 مليون يورو، وكان يُنظر إليه كأحد أبرز اللاعبين في الفريق. خلال موسمه الأول، قدم بعض اللمحات الفنية الرائعة، وساهم في تتويج تشيلسي بدوري أبطال أوروبا 2021، لكنه لم يتمكن من فرض نفسه كلاعب أساسي بشكل مستمر. المنافسة الشديدة في تشكيلة الفريق، وتغيير المدربين المتكرر، وعدم الاستقرار التكتيكي كلها عوامل أثرت على فرصه في المشاركة بانتظام.

 

مع تقلص فرصه في اللعب، بحث زياش عن بدائل تتيح له فرصة أكبر للظهور، فحاول الانتقال إلى باريس سان جيرمان في يناير 2023، إلا أن الصفقة تعثرت في اللحظات الأخيرة لأسباب إدارية، ليجد نفسه مضطرًا للبقاء مع تشيلسي حتى صيف 2023. بعد ذلك، قرر خوض تجربة جديدة في الدوري التركي عبر الانضمام إلى غلطة سراي، حيث كان يأمل في استعادة مستواه والعودة للواجهة. ومع ذلك، واجه عدة تحديات، أبرزها الإصابات وعدم تأقلمه مع إيقاع الدوري التركي، مما أثر على مستواه الفني، وبالتالي على قيمته السوقية التي استمرت في التراجع.

 

في ظل هذا الوضع، وبعد فسخ عقده بالتراضي مع غلطة سراي، اختار زياش خوض تجربة جديدة في الدوري القطري عبر الانضمام إلى نادي الدحيل في يناير 2025. هذا الانتقال قد يمنحه فرصة جديدة لإعادة اكتشاف نفسه، خصوصًا أن الدوري القطري أصبح وجهة للعديد من اللاعبين الكبار في السنوات الأخيرة. التواجد في بيئة جديدة قد يكون حافزًا لاستعادة مستواه، لكن يبقى السؤال حول مدى قدرته على التألق من جديد، خاصة أنه يبلغ الآن 31 عامًا، وهي مرحلة تتطلب لياقة بدنية عالية للحفاظ على الأداء الجيد.

 

التحديات التي واجهها زياش خلال السنوات الأخيرة ليست فقط على المستوى البدني، ولكن أيضًا على المستوى النفسي والتكتيكي. انتقاله المتكرر بين الأندية في فترات قصيرة وعدم استقراره مع فريق معين جعله يفقد نسق اللعب المنتظم الذي كان يميزه في أياكس. كما أن طبيعة الأدوار التي كُلف بها في بعض الفرق لم تكن تناسب أسلوبه الهجومي الحر، مما أثر على مردوده الفني. رغم كل ذلك، لا يزال زياش لاعبًا يتمتع بإمكانات كبيرة، وقدرته على تقديم أداء مميز تعتمد على مدى جاهزيته البدنية والنفسية في المرحلة المقبلة.

 

الجماهير المغربية والعالمية تترقب ما سيقدمه زياش في تجربته الجديدة، حيث يتمنى عشاقه أن يتمكن من استعادة مستواه والعودة إلى التألق. في حال تمكنه من تقديم أداء قوي مع الدحيل، قد يصبح من الممكن أن يستعيد جزءًا من قيمته السوقية، أو حتى يحصل على فرصة أخرى للعودة إلى أوروبا في المستقبل. ومع أن القيمة السوقية للاعبين تتأثر بعوامل عديدة، فإن الأداء داخل الملعب يبقى العامل الحاسم في استعادة أي لاعب لقيمته الحقيقية. بالنسبة لزياش، فإن الأشهر القادمة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان بإمكانه إعادة بناء مسيرته واسترجاع مكانته كلاعب من طراز رفيع، أو أنه سيواصل التراجع الذي شهده خلال السنوات الأخيرة.