
انخفاض محدود في أسعار المحروقات بالمغرب… والهوامش الربح للشركات تثير الجدل
الرباط – 17 أكتوبر 2025
شهدت محطات الوقود بالمغرب اليوم الجمعة انخفاضًا طفيفًا في أسعار الكازوال والبنزين الممتاز. تراوح الانخفاض بين 10 و15 سنتيمًا للتر الواحد، بعد فترة من الاستقرار النسبي.
رغم هذا التراجع الرمزي، ما تزال أسعار المحروقات في المملكة من بين الأعلى عربيًا. هذا يطرح تساؤلات حول مدى استفادة المواطنين من أي تعديل في الأسعار، خصوصًا مع ارتفاع تكاليف المعيشة.
الهوامش المربحة للشركات
متتبعون للشأن الاقتصادي أكدوا أن السبب وراء استمرار الغلاء يعود جزئيًا إلى هوامش الربح الكبيرة للشركات. تصل الهوامش أحيانًا إلى 1.5 درهم للتر الواحد، مقارنة بما كان معمولًا به قبل تحرير الأسعار في عهد حكومة بنكيران.
تقرير مجلس المنافسة أشار إلى أن السوق يتركز في أيدي عدد قليل من الشركات الكبرى. هذا يمنحها القدرة على التحكم في الأسعار والتأثير على السوق.
تحرير الأسعار وتأثيره على القدرة الشرائية
منذ قرار تحرير أسعار المحروقات، ارتفعت الأسعار بشكل ملحوظ. الضغط على الأسر محدودي الدخل أصبح واضحًا.
الخبراء يشيرون إلى أن انخفاض 10 سنتيمات اليوم لا يشكل حلًا جذريًا. إنه مجرد مسكّن مؤقت. ويطالبون الحكومة بضبط الأسعار وتحقيق توازن بين مصالح الشركات والمستهلكين.
مقارنة مع الأسعار العالمية
السعر العادل للتر الواحد من الغازوال يتراوح بين 9.1 و9.9 درهم.
الأسعار الحالية تتجاوز هذا الحد بكثير. المغرب بذلك في مرتبة متقدمة بين الدول العربية من حيث ارتفاع أسعار الوقود.
على الرغم من تقلبات أسواق النفط، يرى الخبراء أن الحل هو التحكم في هوامش الربح وتفعيل المنافسة الحقيقية.
الانخفاض الطفيف في الأسعار خطوة إيجابية، لكنه غير كافٍ.
السوق يحتاج إلى إصلاحات هيكلية حقيقية لضمان استقرار الأسعار وتحسين القدرة الشرائية للمواطنين.
ملف المحروقات يبقى أحد أبرز التحديات أمام المغرب في مواجهة التضخم وغلاء المعيشة، خاصة مع سيطرة عدد محدود من الشركات على السوق.



