مجتمع

“انتهاء مرحلة تجميع معطيات الإحصاء العام للسكان والسكنى وسط تجاوب واسع وانتقادات من بعض المواطنين

أعلنت المندوبية السامية للتخطيط عن انتهاء مرحلة تجميع المعطيات الخاصة بالإحصاء العام السابع للسكان والسكنى مع منتصف ليلة الإثنين الماضي. وقد عبرت المندوبية عن اعتزازها الكبير بالتجاوب الذي أبدته الأسر والساكنة على امتداد ربوع المملكة، حيث شارك الجميع في هذه العملية الوطنية استجابة لنداء صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

في بلاغ رسمي، أكدت المندوبية السامية أنه قد تم مركزة وحفظ كافة المعطيات المستقاة من الأسر في صيغتها المرقمنة بمركز تدبير المعطيات الذي تم إعداده خصيصًا لهذا الغرض. هذا المركز يضمن حماية وتأمين تلك المعطيات، ما يسمح باستغلالها لاحقًا بطريقة فعالة ودقيقة. المندوبية عبّرت كذلك عن تقديرها لكافة الجهود المبذولة من قبل الباحثين والمراقبين والمشرفين الذين قاموا بجمع هذه المعطيات، مشيدة بما أظهروه من أخلاق رفيعة وتعامل راقٍ مع مختلف الأسر، بغض النظر عن جنسياتها أو خلفياتها الثقافية، مع احترام تام لخصوصيات وتقاليد الجميع.

كما خصت المندوبية بالشكر كافة السلطات المحلية والمصالح الأمنية التي ساهمت في إنجاز هذه العملية الوطنية الكبرى، مؤكدة على أهمية التنسيق بين مختلف الجهات لضمان سير العملية في أفضل الظروف.

الإحصاء العام للسكان والسكنى لعام 2024 يعد من أكبر العمليات الوطنية، إذ يسعى إلى تحديث قاعدة البيانات السكانية وتوفير معطيات دقيقة وشاملة حول السكان والسكنى في المغرب. هذه المعطيات تعتبر ضرورية لتخطيط السياسات العامة وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، بما في ذلك التعليم، الصحة، والبنية التحتية. ومع انتهاء مرحلة تجميع المعطيات، سيكون الآن التركيز على تحليل البيانات واستخراج النتائج التي ستساعد في تحسين مستوى الحياة في مختلف أنحاء المملكة.

بالرغم من هذا النجاح الملحوظ، تظهر بعض الانتقادات من المواطنين، كما عُبّر عنها في تعليقات بعض المشاركين. هناك من يشكك في دقة المعطيات المستخلصة، معتبرين أن الإحصاءات قد لا تعكس الواقع الحقيقي للوضع الاجتماعي والاقتصادي للسكان. بعضهم يرى أن هذه المعطيات قد تُستخدم لأغراض أخرى بعيدة عن تحسين الوضع العام للمواطنين، متسائلين عن الفائدة المباشرة التي سيجنيها الشعب من هذه العملية.

على الرغم من هذه الانتقادات، تبقى المندوبية السامية للتخطيط ملتزمة بتوفير معطيات دقيقة وشفافة تخدم المصلحة العامة وتساهم في توجيه السياسات الوطنية نحو تحسين ظروف العيش للمواطنين. من المؤكد أن نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى لعام 2024 ستساهم في تحقيق رؤية تنموية شاملة للمغرب، تعتمد على البيانات والمعطيات الدقيقة لرسم مستقبل أفضل.

في الوقت الذي يُنتظر فيه استغلال هذه المعطيات وتوظيفها بشكل فعّال، يبقى التحدي الأكبر هو كسب ثقة المواطنين في هذه العملية وضمان أن تُترجم الأرقام إلى سياسات ملموسة تحسّن حياتهم اليومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى