المندوبية العامة لإدارة السجون تطلق منصة ‘زيارة’ الرقمية لتحسين تجربة زوار المؤسسات السجنية
Heure du journal
في خطوة هامة نحو تحديث وتطوير النظام السجني في المغرب، أطلقت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج منصة رقمية جديدة تحت اسم “زيارة”، وهي مبادرة تهدف إلى تحسين وتيسير عملية زيارة السجناء من قبل أسرهم، في إطار استراتيجية شاملة لرقمنة الخدمات وتعزيز الشفافية في التعامل مع المرتفقين. هذه المنصة، التي تم إطلاقها بدعم من وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة ووكالة التنمية الرقمية، تعتبر جزءًا من المشروع الوطني لتحديث الخدمات العمومية، وتعد إنجازًا بارزًا في مسار تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
ويأتي هذا المشروع في إطار سعي المندوبية العامة لإدارة السجون إلى تطوير خدماتها وتسهيل الإجراءات التي تخدم الزوار والسجناء على حد سواء. فالمنصة الرقمية “زيارة” تهدف إلى توفير بيئة أكثر راحة وفاعلية للزوار من خلال إتاحة الفرصة لهم لحجز مواعيد الزيارة مسبقًا، مما يسهم في تجنب الازدحام داخل المؤسسات السجنية ويقلل من فترات الانتظار الطويلة التي يعاني منها الزوار في الوقت الحالي. كما تسهل هذه المنصة الوصول إلى المعلومات الضرورية حول شروط الزيارة، الوثائق المطلوبة، والإجراءات المتبعة، مما يساعد في توفير تجربة أكثر سلاسة وشفافية لجميع الأطراف المعنية.
تم تصميم وتطوير منصة “زيارة” بالتعاون الوثيق بين المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ووكالة التنمية الرقمية، التي تولت مسؤولية تصميم المنصة وتطويرها وفقًا لأحدث المعايير التقنية. وقد تم تنفيذ المشروع كمرحلة أولى في المركب السجني لعين السبع في الدار البيضاء، حيث عملت المندوبية على اختبار المنصة وضمان فعاليتها قبل تعميمها على باقي المؤسسات السجنية في جميع أنحاء المملكة. وكان الهدف من هذه التجربة الأولية هو اختبار الأنظمة اللوجستية وضمان توافق المنصة مع البنية التقنية لكل مؤسسة سجنية. بعد ذلك، سيتم توسيع نطاق استخدام المنصة ليشمل جميع المؤسسات السجنية ابتداءً من 10 مارس 2025، مع الإشراف المستمر على سير العملية وتقديم الدعم التقني اللازم.
وتتيح منصة “زيارة” للمواطنين من عائلات السجناء إمكانية حجز مواعيد الزيارة مسبقًا عبر الموقع الإلكتروني المخصص لها، وذلك عن طريق إدخال بياناتهم الشخصية والمعلومات الخاصة بالسجين المعني بالزيارة. هذه الخطوة تساهم بشكل كبير في تنظيم الزيارات داخل المؤسسات السجنية، حيث تم تحديد أوقات الزيارة بطريقة محكمة تضمن السير الجيد للعملية وتوفر الوقت والجهد للزوار. كما ستمكن المنصة الزوار من الاطلاع على تفاصيل وشروط الزيارة، مثل الوثائق اللازمة والوقت المحدد للزيارة، مما يسهم في تقليص حالات التردد أو التكرار، ويخفف من الضغط على الموظفين السجنيين.
في إطار تطوير هذا المشروع الرقمي، حرصت المندوبية العامة لإدارة السجون على توفير جميع المعدات اللوجيستية اللازمة في المؤسسات السجنية لتسهيل اعتماد النظام الجديد، مع تنظيم دورات تكوينية للموظفين المعنيين بعمل المنصة لضمان قدرتهم على التعامل مع النظام بكفاءة. وقد تم وضع آليات للتواصل المباشر مع الموظفين المعنيين لتوفير الدعم الفني والتقني في حال حدوث أي مشكلات، بالإضافة إلى تكوين فرق عمل متخصصة للتعامل مع مختلف المواقف والتحديات المرتبطة بالنظام الرقمي.
المنصة لا تقتصر على خدمة حجز المواعيد فحسب، بل تهدف إلى تعزيز الشفافية في التعامل مع الزوار، وتوفير أداة للتواصل بين إدارة السجون والزوار، بما يسهم في تحسين صورة المؤسسات السجنية وتوفير بيئة آمنة ومنظمة. كما أنها تعد جزءًا من استراتيجية المندوبية العامة لإدارة السجون في تعزيز مستوى الحكامة والشفافية في المؤسسات السجنية، حيث سيتم إدخال مزيد من الخدمات الرقمية مستقبلاً، مثل خدمات الشراء عن بعد، بهدف تسهيل حياة السجناء وعائلاتهم.
وفي هذا السياق، تم تنظيم حملات تحسيسية للمعتقلين والزوار داخل جميع المؤسسات السجنية لتعريفهم بالخدمات المتاحة عبر المنصة. وقد تم استخدام وسائل متعددة في هذه الحملات مثل الملصقات والإعلانات داخل المؤسسات السجنية، بالإضافة إلى توجيه رسائل مباشرة للمعتقلين وأسرهم لشرح كيفية استخدام النظام الجديد. تعتبر هذه الخطوة ضرورية لضمان استفادة أكبر عدد من الزوار من المنصة الرقمية وضمان فعاليتها في تحسين العملية بشكل عام.
من خلال هذه المبادرة، تسعى المندوبية العامة لإدارة السجون إلى تحسين التواصل بين السجناء وعائلاتهم، وتقوية الروابط الأسرية التي تعتبر عنصراً مهماً في إعادة الإدماج الاجتماعي للسجناء بعد قضاء عقوبتهم. كما أن هذه المنصة تساهم في توفير بيئة أفضل للمعتقلين، من خلال تسهيل التواصل مع أسرهم في ظروف أكثر راحة وتنظيمًا.
ومع التوسع المتوقع للمنصة في المستقبل، من المنتظر أن تشهد المؤسسات السجنية تطورًا كبيرًا في مجال تحسين خدماتها الإلكترونية، بما يتماشى مع التحولات الرقمية التي يعرفها العالم اليوم.