دولي

المالديف تحظر دخول الإسرائيليين تضامنًا مع فلسطين

في خطوة لافتة تعبّر عن موقف سياسي حاسم، أعلنت جزر المالديف حظر دخول حاملي جوازات السفر الإسرائيلية إلى أراضيها، في رسالة تضامن قوية مع الشعب الفلسطيني في ظل ما يتعرض له من اعتداءات متواصلة. وجاء هذا القرار عقب مصادقة الرئيس المالديفي محمد مزّو، يوم الثلاثاء 15 أبريل، على التعديل الثالث لقانون الهجرة، بعد أن صادق عليه البرلمان الوطني المعروف باسم “مجلس الشعب”.

وأوضحت الرئاسة المالديفية في بيان رسمي أن القرار يأتي ردًا على ما وصفته بـ”الفظائع المستمرة وأعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين”، مؤكدة أن الحظر يعكس موقف الحكومة الثابت في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، ومطالبتها بمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي.

وأعادت السلطات المالديفية تأكيد دعمها الثابت لقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية عاصمة لها، وفقًا لقرارات الأمم المتحدة والمواثيق القانونية الدولية. وتشمل تلك الحدود الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وهي أراضٍ احتلتها إسرائيل خلال حرب الأيام الستة عام 1967، وتُعد أساسًا لأي حل قائم على حل الدولتين.

القرار الجديد ليس وليد اللحظة، إذ تعود جذوره إلى مايو 2023، عندما تقدّم الحزب الديمقراطي المالديفي المعارض بمقترح القانون لأول مرة. وبعد أشهر من المداولات والتعديلات، تم إقراره رسمياً بعد ما يقارب 300 يوم. وفي ديسمبر 2023، أصدرت إسرائيل تحذيرًا لمواطنيها من السفر إلى المالديف، مشيرة إلى “تصاعد الأجواء المعادية لإسرائيل”، على خلفية المواقف الرسمية المالديفية وتصاعد موجة الغضب العالمي من عدوانها المستمر على غزة.

وتُظهر الأرقام الرسمية أن عدد الزوار الإسرائيليين إلى المالديف بلغ حوالي 11 ألف شخص خلال عام 2024، أي ما يعادل فقط 0.6% من إجمالي عدد السياح. أما في فبراير من هذا العام، فانخفض العدد إلى 59 فقط، مما يعكس تراجعًا كبيرًا في الإقبال نتيجة التوترات السياسية.

ويأتي هذا الحظر في ظل تصاعد الغضب الشعبي والرسمي حول العالم بسبب ما تتعرض له غزة من دمار ممنهج، لاسيما بعد القصف الإسرائيلي الذي دمّر مستشفى المعمداني في غزة، والذي كان يُعد آخر مستشفى يعمل بكامل طاقته في القطاع. كما تتواصل الدعوات لوقف الحرب، من داخل إسرائيل نفسها، حيث وقع ألف جندي من قوات الاحتياط في سلاح الجو الإسرائيلي على رسالة تطالب بإنهاء الحرب من أجل إعادة الأسرى المحتجزين في غزة.

القرار المالديفي يمثل بُعدًا رمزيًا كبيرًا في الساحة الدولية، ويضع إسرائيل أمام عزلة متزايدة، في وقت تتصاعد فيه الإدانات العالمية لممارساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى