
الرباط تُطلق مشاريع تحديث طرقية استعدادًا لكأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030
تحضّر العاصمة الرباط لإطلاق مشروع طموح يهدف إلى تحديث شبكتها الطرقية، استعدادًا لاستضافة فعاليات رياضية كبرى مثل كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، وهي فعاليات تعكس مكانة المغرب المتنامية على الساحة الرياضية الدولية. هذا المشروع يأتي في إطار رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز البنية التحتية للعاصمة وتحويلها إلى نموذج متقدم للتخطيط الحضري.
تتضمن الخطة سلسلة من التدخلات الكبرى التي تهدف إلى تحسين حركة المرور وربط المناطق الحيوية للمدينة بشكل أفضل. من بين المشاريع الأساسية، توسعة شارع محمد السادس في مقاطعتي السويسي واليوسفية. هذا الشارع يُعد أحد المحاور الرئيسية للعاصمة، وتوسيعه يهدف إلى تخفيف الازدحام المروري وتسهيل التنقل بين الأحياء السكنية والمناطق التجارية.
كما تشمل الخطة إنشاء طرق جديدة لربط الأحياء والمناطق الناشئة. في هذا السياق، سيتم تحسين شارع الحرية وشارع محمد بن عبد الله من خلال توسيع طاقتهما الاستيعابية، بالإضافة إلى توسعة زنقة أولاد السبع وربطها بمنطقة عكراش. هذه التدخلات ستسهم في تخفيف الضغط على الطرق التقليدية وفتح المجال لتنقل أكثر سلاسة بين أحياء المدينة.
في مقاطعة يعقوب المنصور، تُخطط الجماعة لتوسعة شارع الفتح وربطه بشارع الفضيلة، مما يعزز انسيابية الحركة في هذه المنطقة الحيوية. إلى جانب ذلك، سيتم تحسين الترابط بين شوارع الإخلاص والرحمة والحسن الثاني. هذه المشاريع تستهدف تحسين الوصول إلى الأحياء المكتظة بالسكان وتوفير مسارات بديلة تسهم في تقليل زمن التنقل.
أما في مقاطعة أكدال الرياض، فتتضمن الخطة إنشاء طرق جديدة تربط بين شوارع رئيسية مثل بن رشد والحاج أحمد الشرقاوي، وعبد الكريم الخطيب بشارع الحسن الثاني. هذا المشروع يعكس اهتمام السلطات بتحسين البنية التحتية في هذه المنطقة التي تضم مؤسسات تعليمية وإدارية وتجارية هامة.
علاوة على تحسين شبكة الطرق، يركز المشروع على تعزيز شبكة النقل الحضري لتلبية احتياجات السكان والزوار. من المتوقع أن تشمل التحديثات توفير أنظمة نقل مستدامة تتماشى مع معايير المدن الذكية. هذا يتماشى مع رؤية الرباط كعاصمة تحتضن التطور التكنولوجي وتسعى لتحقيق التوازن بين النمو الحضري والحفاظ على البيئة.
تأتي هذه الجهود في إطار حرص جماعة الرباط على الاستعداد لاستضافة الأحداث الرياضية الكبرى، التي تُعد فرصة ذهبية لإبراز صورة المغرب على المستوى الدولي. البنية التحتية المحدثة ستسهم في تحسين تجربة المشاركين والجماهير، سواء من حيث سهولة التنقل أو الوصول إلى المرافق الرياضية والفندقية.
الاجتماعات المكثفة لمجلس جماعة الرباط تؤكد أهمية هذه المشاريع، حيث يتم التركيز على وضع خطط دقيقة لضمان تنفيذها وفق الجدول الزمني المحدد وبأعلى معايير الجودة. كما تُولي الجماعة أهمية كبيرة للتواصل مع المواطنين لضمان استيعابهم لأهمية هذه المشاريع ودورها في تحسين جودة حياتهم اليومية.
إلى جانب الفوائد الاقتصادية والاجتماعية، يُتوقع أن تعزز هذه التحديثات من جاذبية الرباط كمركز سياحي وتجاري. تحسين البنية التحتية سيشجع الاستثمارات في قطاعات مختلفة، بما في ذلك السياحة والخدمات، مما يعزز من مكانة المدينة على الصعيد الوطني والإقليمي.
من خلال هذه المشاريع، تُظهر العاصمة الرباط التزامها بتحقيق تنمية حضرية مستدامة تتماشى مع تطلعات المملكة وتطلعات سكان المدينة. إن تحسين شبكة الطرق والنقل الحضري لن يسهم فقط في تخفيف الضغط المروري، بل سيجعل من الرباط مدينة أكثر شمولية واستدامة، قادرة على استيعاب التحديات المستقبلية.