
الحصبة تُقلق إسبانيا مع اقتراب الصيف وتقرير يُحمل المغرب مسؤولية أغلب الحالات المستوردة
Heure du journal
أثار ارتفاع عدد حالات الإصابة بمرض الحصبة في إسبانيا خلال الأشهر الأولى من سنة 2025 قلق السلطات الصحية، خصوصا بعد أن كشفت بيانات رسمية أن حوالي 78.2 في المئة من الإصابات المستوردة تعود لأشخاص قادمين من المغرب، الذي يشهد بدوره موجة تفشٍ تعد من بين الأوسع عالميا.
وزارة الصحة الإسبانية دعت إلى تكثيف الرقابة وتحديث برامج التلقيح، في إطار خطة استباقية للحد من انتقال العدوى مع بداية موسم الصيف الذي يعرف عادة ارتفاعا في حركة التنقل، خاصة بين إسبانيا والمغرب. وأفادت معطيات صحفية استنادا إلى تقارير منظمة الصحة العالمية، أن المغرب سجل منذ أكتوبر 2023 أكثر من 25 ألف حالة يشتبه في إصابتها بالحصبة، فضلا عن 184 حالة وفاة، في وقت يشهد فيه العالم عودة مقلقة لانتشار هذا المرض الذي اعتبر لفترة طويلة تحت السيطرة.
وبينما يتواصل تسجيل إصابات جديدة في المغرب، شددت السلطات الصحية الإسبانية على ضرورة تعزيز إجراءات الكشف المبكر والعزل، إلى جانب دعم حملات التلقيح لرفع نسبة التغطية إلى ما فوق 95 في المئة، مع التركيز على الفئات الأكثر عرضة. كما أوصى مركز تنسيق الإنذارات والطوارئ الصحية بضرورة تشديد الرقابة الصحية بالمطارات ونقاط العبور الحدودية، تحسبا لأي ارتفاع مفاجئ في الحالات الوافدة.
وتندرج هذه الإجراءات ضمن الاستراتيجية الأوروبية الممتدة بين 2021 و2025 للقضاء على الحصبة والحصبة الألمانية، خاصة أن القارة شهدت بدورها زيادة ملحوظة في عدد الإصابات خلال السنوات الأخيرة. ففي سنة 2024، سجل الاتحاد الأوروبي أكثر من 16 ألف حالة، تصدرتها رومانيا من حيث عدد الحالات المسجلة، مع استمرار تدفق الإصابات من دول تعرف تفشيا نشطا للفيروس، من بينها المغرب.
وفي هذا السياق، تتجه السلطات الإسبانية إلى مواصلة جهود التحسيس وتعزيز الاستعدادات بالمرافق الصحية، تفاديا لتكرار سيناريوهات سابقة ارتبطت بانتشار سريع للعدوى خلال فترات العطل والمواسم السياحية، وسط دعوات لرفع اليقظة الوبائية والتنسيق الوثيق مع دول الجوار.