
التشغيل الدائم لـ GPS والواي فاي والبلوتوث يهدد خصوصيتك ويحمل مخاطر أمنية
Heure du journal
تشير توصيات هيئة اختبار السلع والمنتجات الألمانية إلى أن الاستخدام المستمر للوظائف اللاسلكية مثل النظام العالمي لتحديد المواقع (GPS)، وشبكة الواي فاي، وتقنية البلوتوث على الهواتف الذكية، يشكل تهديداً مباشراً لخصوصية المستخدمين. فبالرغم من سهولة الوصول إلى هذه الوظائف واعتماد كثيرين عليها بشكل دائم، إلا أن تشغيلها بشكل متواصل يتيح لتطبيقات متعددة جمع بيانات دقيقة حول الموقع وسلوك المستخدم، مما يُعد اختراقاً واضحاً للخصوصية.
وبحسب الخبراء الألمان، فإن هذه الوظائف تتيح أيضاً لأنظمة التشغيل والتطبيقات إنشاء ملفات تعريف لحركة المستخدم، خاصة عند تفعيل خاصية “تحسين دقة الموقع” التي تعتمد على مزيد من البيانات، تشمل شبكات الواي فاي وأبراج الاتصال ومستشعرات الهاتف مثل الجيروسكوب ومقياس التسارع. ورغم إمكانية تعطيل هذه الخاصية في هواتف أندرويد وآيفون، إلا أن شركة أبل، مثلاً، تعيد تفعيلها تلقائياً بعد فترة قصيرة، مما يجعل الإيقاف الفعلي يتطلب تدخلاً يدوياً من قائمة الإعدادات الرئيسية.
كما أن تشغيل البلوتوث باستمرار لا يخلو من المخاطر الأمنية، حيث كشفت أبحاث أمنية عن وجود ثغرات يمكن أن يستغلها القراصنة لاختراق الهواتف والتحكم بها عن بُعد. لذلك تنصح الهيئة الألمانية المستخدمين بإيقاف البلوتوث في حالة عدم استخدامه، مثل عدم الاستماع للموسيقى عبر سماعات لاسلكية أو استخدام أدوات تتبع الأغراض.
الحرص على اختيار التطبيقات المثبتة بعناية يُعد أيضاً جزءاً من حماية البيانات، حيث حذر مفوض حماية البيانات في ولاية نوردراين فستفالن من أن بعض التطبيقات غير المستخدمة يمكن أن تستمر في جمع البيانات وإرسالها دون علم المستخدم. ومن هنا، تبرز أهمية مراجعة الأذونات الممنوحة للتطبيقات، وتجنب منحها حق الوصول إلى معلومات غير ضرورية مثل التقويم وجهات الاتصال والنشاط البدني، ما لم تكن تلك الأذونات ضرورية لعمل التطبيق.
تؤكد هذه التحذيرات على أن الحفاظ على الخصوصية في العصر الرقمي لم يعد أمراً تلقائياً، بل مسؤولية فردية تتطلب وعياً مستمراً وضبطاً دقيقاً لإعدادات الأجهزة والتطبيقات.