
البابا فرنسيس في حالة صحية حرجة بعد إصابته بالتهاب رئوي
يمر البابا فرنسيس بمرحلة صحية حرجة بعد إصابته بالتهاب رئوي أصاب كلا رئتيه، ما استدعى وضعه تحت الأوكسجين عالي التدفق. وأكد الفاتيكان أن حالته لا تزال معقدة وتتطلب الحذر في التوقعات الطبية، رغم استقرار بعض المؤشرات مثل تراجع فقر الدم وثبات عدد الصفائح الدموية. ومع ذلك، أظهرت الفحوصات قصورًا كلويًا طفيفًا يخضع للمراقبة.
بدأت حالة البابا بالتدهور إثر أزمة ربوية حادة يوم السبت، تطلبت إجراءات علاجية مكثفة، بما في ذلك عمليات نقل دم لتعويض النقص الحاد. رغم هذه التحديات، أكد الفاتيكان أن البابا تمكن من النوم والراحة خلال الليلة الماضية، ما يمنح بعض الأمل في تحسن حالته.
أثارت هذه الأزمة الصحية ردود فعل واسعة من مختلف الشخصيات السياسية والدينية حول العالم، حيث عبرت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم عن تمنياتها بالشفاء العاجل له، مشيدة بمواقفه الإنسانية. كما أعرب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن متابعته لحالة البابا، مما يدل على الاهتمام الكبير بوضعه الصحي. كما أرسل العديد من القادة الدينيين والسياسيين رسائل دعم، داعين المؤمنين للصلاة من أجل شفائه العاجل.
تفاعل العديد بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت صور للبابا فرنسيس وحيدًا في ساحة القديس بطرس خلال جائحة كوفيد-19، تعبيرًا عن التضامن معه. كما نظمت تجمعات للصلاة في العديد من المدن حول العالم، تعبيرًا عن الحب والدعم للبابا الذي يمثل رمزا روحيا لأكثر من 1.4 مليار كاثوليكي في جميع أنحاء العالم.
في الوقت نفسه، يتابع الفاتيكان تطورات الحالة وسط قلق متزايد حول قدرة البابا على مواصلة مهامه، خاصة أن القانون الكنسي لا يحتوي على إجراءات واضحة في حال إصابته بمرض يمنعه من أداء واجباته. أثار هذا الأمر تساؤلات حول إمكانية استقالته إذا استدعى وضعه الصحي ذلك، وهو ما لم يعلق عليه الفاتيكان بشكل رسمي حتى الآن.
يأتي هذا التطور الصحي في سياق تدهور حالته منذ عام 2021، حيث تعرض لعدة مشاكل صحية استدعت عمليات جراحية، ما يزيد من المخاوف بشأن مستقبله على رأس الكنيسة الكاثوليكية. البابا، الذي عُرف بمواقفه الجريئة في القضايا الإنسانية والاجتماعية، يواجه اليوم تحديًا شخصيًا كبيرًا بينما يتابع العالم عن كثب تطورات وضعه الصحي.
يُذكر أن البابا فرنسيس، البالغ من العمر 88 عامًا، تولى منصبه في عام 2013 بعد استقالة سلفه البابا بنديكتوس السادس عشر، ليصبح أول بابا من أمريكا اللاتينية. ومنذ ذلك الحين، قاد العديد من الإصلاحات داخل الكنيسة، بما في ذلك تعزيز دور الفقراء والمهمشين، والدعوة للحوار بين الأديان، ومكافحة التغير المناخي.
تُظهر الأزمة الصحية الحالية مدى هشاشة الوضع الصحي للبابا، ومع استمرار تلقيه للعلاج، يبقى التساؤل حول مدى تعافيه وقدرته على الاستمرار في قيادة الكنيسة. يتابع الأطباء حالته على مدار الساعة، فيما تستمر الصلوات والدعوات من جميع أنحاء العالم من أجل شفائه.