اتفاقية استراتيجية بين SNRT وسهيل سات لتعزيز جودة وتوسيع خدمات البث الفضائي والتلفزيون الرقمي في المغرب

Heure du journal - خالد وجنا

في خطوة هامة لتعزيز البنية التحتية للبث الإعلامي في المغرب، وقعت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية (SNRT) اتفاقية مع الشركة القطرية للأقمار الصناعية “سهيل سات” لتأجير سعات قمرية على مدار عدة سنوات. هذه الاتفاقية تعد جزءًا من استراتيجية SNRT لتوسيع خدماتها في مجال البث الفضائي والتلفزيون الرقمي الأرضي (DTT/TNT)، مما سيحسن بشكل كبير جودة خدمة البث ويضمن وصولًا أوسع للمشاهدين في المغرب، سواء في المناطق الحضرية أو النائية.

 

تهدف الاتفاقية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الجوهرية التي ستعود بالنفع على الجمهور المغربي بشكل عام، أبرزها تحسين جودة خدمات التوصيل المباشر إلى المنازل (DTH) والتلفزيون الرقمي الأرضي، وهو ما سيسمح للمشاهدين بالحصول على محتوى مرئي وصوتي يتمتع بجودة عالية ودقة غير مسبوقة. من خلال هذه الخطوة، ستتمكن SNRT من تحسين تجربة المشاهد المغربي، خاصةً في ظل ازدياد الإقبال على تقنيات البث الرقمي في السنوات الأخيرة، حيث باتت الحاجة إلى توفير محتوى متنوع وعالي الجودة ضرورة لا غنى عنها.

 

تقنيًا، سيعتمد التعاون بين SNRT و”سهيل سات” على استخدام سعات قمرية متقدمة، ما يتيح توسيع تغطية البث الفضائي وتقديم خدمة متميزة للمشاهدين في مختلف أنحاء المغرب. يتضمن ذلك ضمان وصول البث إلى المناطق النائية التي كانت تعاني من ضعف التغطية أو عدم وصول البث إليها في السابق. هذه الاتفاقية ستتيح للمشاهدين في تلك المناطق الاستفادة من نفس المحتوى عالي الجودة الذي يتوفر في المدن الكبرى، مما يسهم في تقليص الفجوة الرقمية وتعزيز العدالة الإعلامية في البلاد.

 

الأهمية الاستراتيجية لهذه الاتفاقية تتجاوز مجرد تحسين الجودة الفنية لخدمات البث، إذ تسهم أيضًا في تعزيز التعاون الدولي بين المغرب وقطر في مجالات الإعلام والتكنولوجيا. تعكس الاتفاقية قوة العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة في ظل التبادل المستمر للخبرات والتكنولوجيا المتقدمة في هذا المجال. التعاون بين SNRT و”سهيل سات” يفتح المجال لمزيد من الشراكات المستقبلية في قطاعات الإعلام والاتصالات، وهو ما يصب في صالح تعزيز المكانة الإقليمية والدولية للمغرب في هذا المجال.

 

من المتوقع أن تساهم هذه الخطوة في تطوير قطاع الإعلام المغربي بشكل كبير، حيث ستساعد في تحديث وتطوير البنية التحتية التقنية للمجال الإعلامي في المملكة. التوسع في استخدام الأقمار الصناعية الحديثة والبث الرقمي سيسهم في إتاحة فرص أكبر للمشاهدين لمتابعة البرامج والمحتوى المتنوع الذي تتيحه SNRT، مما يعزز من قدرتها على تلبية احتياجات الجمهور المتزايدة.

 

كما أن الاتفاقية تمثل فرصة كبيرة لتوسيع نطاق التغطية الإعلامية المغربية على المستوى الإقليمي والدولي. فبالإضافة إلى توسيع نطاق البث داخل المغرب، ستكون SNRT قادرة على زيادة انتشار برامجها إلى الدول المجاورة، مما يعزز حضور الإعلام المغربي في المنطقة ويؤكد مكانة المغرب كفاعل رئيسي في مجال الإعلام العربي والدولي.

 

من ناحية أخرى، تُمثل هذه الاتفاقية خطوة هامة نحو تحديث القطاع الإعلامي في المغرب بما يتماشى مع التطورات التكنولوجية الحديثة. تزايد الاعتماد على التقنيات الرقمية في مختلف مجالات الحياة اليومية يستدعي مواكبة هذه التطورات بشكل فعال، خاصة في قطاع الإعلام الذي يعد من أكثر القطاعات التي تشهد تغيرات سريعة. من خلال هذه الاتفاقية، ستتمكن SNRT من استخدام أحدث التقنيات المتاحة في مجال البث الفضائي والتلفزيون الرقمي، مما سيساهم في رفع مستوى الخدمة الإعلامية في المملكة ويتيح للمشاهدين الاستمتاع بتجربة مشاهدة متميزة.

 

تعتبر هذه الاتفاقية أيضًا خطوة نحو تعزيز البنية التحتية الرقمية للمغرب، التي أصبحت أمرًا بالغ الأهمية في ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العالم. فالتوسع في استخدام الأقمار الصناعية وتقنيات البث الرقمي يعد من العوامل الحاسمة التي تساهم في تحسين الوصول إلى المحتوى الإعلامي المتميز، خاصة في المناطق الريفية والنائية التي كانت تواجه تحديات كبيرة في هذا المجال.

 

وفي الختام، تُعد هذه الاتفاقية بين SNRT و”سهيل سات” خطوة هامة في تعزيز مكانة الإعلام المغربي على المستوى الإقليمي والدولي. من خلال تحسين جودة البث وتوسيع نطاق التغطية، سيستفيد الجمهور المغربي من تجربة مشاهدة أفضل، مما يسهم في تطوير القطاع الإعلامي بشكل عام ويسهم في تحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات في المستقبل.