إطلاق خدمات 7 مراكز صحية جديدة في جهة الرباط سلا القنيطرة لتعزيز الولوج إلى الرعاية الصحية

Heure du journal - خالد وجنا

في إطار جهود الحكومة المغربية لتعزيز النظام الصحي وتوسيع خدمات الرعاية الصحية، أشرف وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، يوم الجمعة 17 يناير 2025، على إعطاء انطلاقة خدمات سبعة مراكز صحية جديدة على مستوى جهة الرباط سلا القنيطرة. ورافقه في هذا الحدث الكبير والي الجهة محمد اليعقوبي، إلى جانب عدد من المنتخبين المحليين، في خطوة تهدف إلى تسهيل وصول المواطنين إلى الرعاية الصحية الأساسية وتحسين جودة الخدمات الطبية في مختلف المناطق. وقد تم افتتاح مراكز صحية في مدن وعمالات مختلفة، حيث شملت العملية مركزين صحيين حضريين في العاصمة الرباط، بالإضافة إلى مراكز صحية في عمالات وأقاليم أخرى تشمل الصخيرات تمارة، سيدي قاسم، وسيدي سليمان.

 

يتعلق الأمر بمركزين صحيين حضريين في الرباط تحت اسم “الوحدة” و”الانبعاث”، حيث يعتبران من المراكز الصحية الموجهة لتقديم الخدمات الطبية الأساسية لمواطني الرباط، وتوفير الاستشارات الطبية العامة، متابعة صحة الأمهات والأطفال، والعناية بالأمراض المزمنة. كما تم افتتاح مركزين آخرين في عمالة الصخيرات تمارة، هما “النصر” و”أولاد زعير”، إضافة إلى مركز صحي قروي من المستوى الثاني في إقليم سيدي قاسم يحمل اسم “دار الكداري”. كما تم افتتاح مستوصفين قرويين في إقليم سيدي سليمان في كل من “الشراوطة” و”تويرسة”.

 

إطلاق هذه المراكز الصحية الجديدة يأتي في إطار تحقيق الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يسعى بشكل مستمر إلى تحسين الخدمات الصحية في البلاد وتلبية احتياجات المواطنين الصحية في مختلف أنحاء المملكة. تعتبر هذه المبادرة جزءاً من مشروع واسع لتوسيع وتحسين الخدمات الصحية، بهدف الاستجابة للطلب المتزايد على الرعاية الصحية على مستوى جميع الجهات المغربية، خاصة في المناطق النائية والقروية. هذا ويعكس المشروع أيضاً سعي الحكومة المستمر لتحقيق سياسة القرب، التي تعتمد على تقديم الخدمات الطبية في أقرب نقطة للمواطنين لتسهيل الوصول إليها وتجنب معاناة التنقل الطويلة.

 

في سياق هذا التوجه، تقوم وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بتنفيذ سياسة شاملة لإعادة تأهيل وتجهيز حوالي 1400 مركز صحي في جميع أنحاء المملكة. وهو جزء من استراتيجية وطنية تهدف إلى تحسين الولوج إلى الرعاية الصحية الأساسية. وضمن هذه الاستراتيجية، تم تجهيز المراكز الصحية الجديدة بأحدث التجهيزات والمعدات الطبية البيوطبية ذات الجودة العالية، مما يسهم في تحسين نوعية الخدمات المقدمة. ومن بين التطورات التكنولوجية الهامة التي تم إدخالها إلى هذه المراكز، ربطها بنظام معلوماتي متكامل يسمح بتحديث السجلات الطبية بشكل إلكتروني، حيث يمكن للمرضى متابعة ملفاتهم الطبية داخل الجهة أو على المستوى الوطني، مما يسهل التنسيق بين المرافق الصحية في مختلف مناطق المملكة.

 

واحدة من أبرز نتائج هذه المبادرة هو تحسين مستوى الخدمات الصحية لأكثر من 117 ألف نسمة من سكان جهة الرباط سلا القنيطرة، الذين سيستفيدون بشكل مباشر من هذه المراكز الصحية. وهذه الخدمات تشمل الاستشارات الطبية العامة، متابعة صحة الأمهات والأطفال، رعاية المرضى المصابين بالأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، وكذلك برامج التوعية الصحية، وبرامج صحة الشباب والصحة المدرسية. كما ستوفر هذه المراكز خدمات طبية إضافية في مجالات التمريض والعلاج الطبيعي، مما يسهم في رفع مستوى الوعي الصحي في المجتمعات المحلية.

 

ومن ناحية أخرى، تم تعبئة موارد بشرية مؤهلة ومتخصصة لتقديم الخدمات الطبية في هذه المراكز. حيث تم تكليف أطباء وممرضين وفنيين في مجالات مختلفة لتقديم الرعاية الصحية للمواطنين وفقًا لأعلى المعايير المهنية. ويعد هذا التوظيف جزءاً من التزام الحكومة بتوفير الكوادر الطبية المتخصصة لتلبية احتياجات المواطنين الصحية في كافة المناطق، خاصة في المناطق التي كانت تعاني من نقص في الخدمات الطبية.

 

الجانب المثير في هذا المشروع هو أنه لا يقتصر على تقديم العلاج فقط، بل يشمل أيضًا التوعية والتثقيف الصحي، وهو أمر بالغ الأهمية في المجتمعات التي تحتاج إلى دعم في مجالات الوقاية من الأمراض وتعزيز ثقافة الصحة العامة. وتعد هذه المراكز الصحية نقطة انطلاق لتقوية البنية الصحية في المملكة، وهو ما يسهم في الرفع من مستوى الصحة العامة وتقليل العبء على المستشفيات.

 

  1. بإجمال، يعد هذا المشروع خطوة هامة نحو تحسين النظام الصحي الوطني، ويعكس التزام الدولة بتعزيز قطاع الصحة وتطويره على مستوى جميع المناطق. سيتيح لهذه المراكز الجديدة ليس فقط تقديم الرعاية الصحية الأساسية للمواطنين، بل سيحسن بشكل ملحوظ ظروف العلاج والرعاية الصحية في المملكة، وهو ما سينعكس إيجابًا على الصحة العامة للمجتمع المغربي في المستقبل القريب.