أصدرت مجموعة أكديطال بيانًا رسميًا، اليوم 8 فبراير 2025، ردًا على ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام المصرية بخصوص استقدام ممرضين من خارج المغرب للعمل ضمن مؤسساتها الصحية. ونفت المجموعة بشكل قاطع هذه الادعاءات، مؤكدة أنها لم تبرم أي اتفاقية مع أي جهة أجنبية بخصوص تشغيل أطقم تمريضية من الخارج، كما شددت على التزامها الراسخ بدعم الكفاءات الوطنية والاعتماد على الأطر المغربية في مختلف فروعها.
وجاء في البيان أن المجموعة، في إطار برنامجها التوسعي للفترة 2023-2024، قامت بافتتاح عدة مصحات في مختلف المدن المغربية، وذلك بشراكة مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل وبرنامج أوراش. وقد مكّن هذا البرنامج من توفير 4000 فرصة عمل في مجالات التمريض والمهن شبه الطبية، مما يعكس التزام أكديطال بتعزيز فرص الشغل داخل المملكة والارتقاء بجودة الخدمات الصحية. وأكدت المجموعة أن هذه المبادرات تأتي ضمن استراتيجيتها التي تسعى إلى دعم المنظومة الصحية الوطنية، من خلال تكوين وتشغيل الكفاءات المغربية.
وفيما يتعلق بالمشاريع المستقبلية، أوضحت أكديطال أنها تواصل تنفيذ مخططها التوسعي خلال الفترة 2025-2026، حيث تعتزم افتتاح مصحات جديدة في مختلف الأقاليم، وذلك بهدف تحسين ولوج المواطنين إلى خدمات صحية متطورة وفق أعلى المعايير. وتماشياً مع هذا التوسع، ستعمل المجموعة على توظيف أعداد إضافية من الأطر التمريضية وشبه الطبية، مؤكدة أن الأولوية ستظل دائمًا للكفاءات الوطنية، في إطار التزامها بدعم التشغيل داخل المملكة وتعزيز مكانة المهنيين المغاربة في القطاع الصحي.
وفي سياق متصل، أشار البيان إلى أن المجموعة تدرك التحديات التي تواجه القطاع الصحي في المغرب، خصوصًا النقص المسجل في الموارد البشرية، وهو ما يفرض على مختلف الفاعلين البحث عن حلول ناجعة لسد الخصاص في بعض التخصصات. وفي هذا الصدد، أكدت أكديطال أنها لا تستثني إمكانية اللجوء إلى كفاءات أجنبية عند الضرورة، ولكن دون أن يكون ذلك على حساب تشغيل الكفاءات الوطنية. وأوضحت أن هذا الانفتاح المحتمل لا يعني تهميش الموارد البشرية المغربية، بل هو خيار يمكن اللجوء إليه فقط في الحالات التي يكون فيها الخصاص كبيرًا ولا يمكن تغطيته محليًا.
وأكدت أكديطال في ختام بيانها أنها تواصل التزامها بالاستثمار في تطوير القطاع الصحي المغربي، من خلال تقديم خدمات طبية تستجيب للمعايير الدولية، وتعزيز تكوين الأطر التمريضية والطبية بما يضمن توفير رعاية صحية متكاملة للمواطنين. كما جددت المجموعة التأكيد على دعمها للكفاءات الوطنية، مشددة على أن جميع فرص الشغل التي توفرها تعتمد بالأساس على الأطر المغربية، مع إمكانية الانفتاح على الكفاءات الأجنبية فقط في الحالات الضرورية، وفق ضوابط ومعايير محددة تراعي مصلحة القطاع الصحي الوطني.
ويأتي هذا التوضيح من مجموعة أكديطال في ظل تداول أخبار مغلوطة في بعض المنابر الإعلامية، خاصة المصرية، التي روجت لمعطيات غير دقيقة حول سياسة التوظيف داخل المجموعة. وقد أثارت هذه الأخبار جدلًا واسعًا في الأوساط المهنية والرأي العام المغربي، خاصة في ظل الأهمية التي يكتسيها موضوع تشغيل الأطر الصحية الوطنية في سياق التحديات التي يواجهها القطاع الصحي بالمغرب.
ويبدو أن هذه الادعاءات تدخل في إطار محاولات التشويش على الاستثمارات المغربية في قطاع الصحة، والتي حققت نجاحًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع التوسع الكبير الذي تشهده مجموعة أكديطال، والتي أصبحت فاعلًا رئيسيًا في تطوير البنية التحتية الصحية بالمملكة. ورغم هذه المغالطات، تؤكد المجموعة أنها مستمرة في خططها التوسعية، مع التزامها بالشفافية والوضوح في كل ما يتعلق بسياسة التشغيل، سواء على مستوى تشغيل المغاربة أو إمكانية الانفتاح على كفاءات أجنبية بشكل محدود ووفق الحاجة.
ويظل التحدي الأساسي الذي يواجه القطاع الصحي المغربي هو توفير ما يكفي من الموارد البشرية المؤهلة لمواكبة التطورات التي يعرفها الميدان، خاصة مع تزايد الطلب على الخدمات الصحية ذات الجودة العالية. وفي هذا السياق، تبقى أكديطال واحدة من الفاعلين الرئيسيين الذين يساهمون في سد هذا الخصاص، عبر تكوين وتشغيل الكفاءات الوطنية، ودعم البنية التحتية الصحية، بما يخدم تطلعات المواطنين المغاربة في الحصول على خدمات صحية متطورة وذات مستوى عالٍ من الجودة.