المغرب يعزز قدراته العسكرية بتكنولوجيا متطورة ويثير قلق إسبانيا

Heure du journal

تتزايد مخاوف النخبة الإسبانية بشأن القدرات العسكرية والاستخباراتية للمغرب، رغم أن التقرير السنوي للأمن القومي في إسبانيا لعام 2023 لم يشر إلى أي نشاط تجسسي مباشر من قبل أجهزة المخابرات المغربية على الأراضي الإسبانية. بينما أشار التقرير إلى أن روسيا والصين هما الدولتان الرئيسيتان اللتان تقومان بعمليات التجسس في إسبانيا، عبر استخدام ما يُعرف بـ”القوة الناعمة” وشبكات التأثير. إلا أن التهديد الذي يشكله المغرب يظل مصدر قلق متزايد لبعض وسائل الإعلام الإسبانية التي بدأت تحذر من قدرات المملكة في مجال الاستخبارات والتجسس.

إحدى أبرز هذه المخاوف تمثلت في صفقة المغرب الأخيرة مع شركة “صناعات الطيران الإسرائيلية” (IAI) للحصول على قمر صناعي جديد. الصحيفة الإسبانية “لاراثون” سلطت الضوء على هذه الصفقة، مشيرة إلى أن هذا القمر الصناعي سيحل محل القمرين الصناعيين المغربيين الحاليين “محمد السادس أ” و”محمد السادس ب”، اللذين تم تصنيعهما من قبل شركة “إيرباص”. وأوضحت الصحيفة أن هذا التطور يمثل تهديدًا محتملاً لإسبانيا، خاصة مع التطور التكنولوجي المتسارع الذي تشهده قدرات المغرب الدفاعية.

وأضافت “لاراثون” أن المغرب، رغم أن الأقمار الصناعية ليست مخصصة بشكل مباشر للتجسس على إسبانيا، إلا أن امتلاك هذه التكنولوجيا المتطورة وتحسين نظام الدفاع الوطني قد يمنح المملكة مكانة استراتيجية أقوى في المنطقة، لا سيما في منطقة مضيق جبل طارق، مما يزيد من نفوذها الجيوسياسي في المستقبل.

من المتوقع أن يحصل المغرب على القمر الصناعي الإسرائيلي في غضون خمس سنوات، ليعزز من قدراته في مجالات الأمن والاستخبارات. وتأتي هذه الخطوة بعد أن أطلق المغرب ثاني أقمار “محمد السادس” عام 2018، ضمن برنامج بدأ عام 2017 بإطلاق القمر الأول “محمد السادس أ”. وتم إطلاق القمرين من قاعدة كورو الفضائية في غويانا الفرنسية، بهدف دعم جهود المملكة في تحسين القدرات الأمنية ومراقبة الحدود.

وتعكس هذه التطورات رغبة المغرب في تعزيز حضوره الإقليمي والدولي من خلال الاستثمار في التكنولوجيا العسكرية المتطورة. وفي الوقت نفسه، تشكل هذه الخطوات مصدر قلق متزايد لدول الجوار، خاصة إسبانيا، التي ترى في هذه التحركات تهديدًا محتملاً لأمنها ومصالحها الاستراتيجية.